من بين 30 مركزاً صيفياً وزعت على مدارس وأحياء محافظة جدة، بدت تظهر أصواتٌ تربوية من معلمين وطلاب تطالب بضرورة إعادة النظر في مواعيد إقامة هذه المراكز الصيفية، وأوقات تنظيم نشاطاتها المختلفة والعمل على تغييرها من الفترة الصباحية إلى المسائية لافتين إلى الأجواء الحارة التي تشهدها غالبية مناطق المملكة، فضلاً عن مواعيد السهر التي باتت عادةً تلازم كل بيتٍ وأسرة خلال فترة الإجازة الصيفية تستلزم النظر في تلك المواعيد. ولفت أحد المعلمين المشاركين في تنظيم أحد النشاطات الثقافية في أحد المراكز الصيفية في محافظة جدة موسى الأحمري، إلى أهمية أن يتم تعديل مواعيد المراكز الصيفية من الفترة الصباحية والتي تبدأ عادة عند الثامنة أو التاسعة صباحاً إلى الفترة المسائية والتي تبدأ عند الرابعة أو الخامسة مساءً ليتسنى لجميع الطلاب الحضور والحصول على الفائدة المرجوة من البرامج التي تقدمها هذه المراكز الصيفية. وأوضح الأحمري ل « الحياة» أنه يشارك في المراكز الصيفية للعام الخامس على التوالي، ولكنه يشعر بضعف الإقبال من الطلاب على التسجيل فيها خلال الأعوام الأخيرة، بسبب توقيتها غير المناسب تماماً لغالبية الطلاب، مشيراً إلى أن غالبية الأسر اعتادت السهر طوال الليل وبات من الصعوبة بمكان أن يثابر الطلاب على الحضور خلال الفترة الصباحية. ولما تمثله المراكز الصيفية من أهمية قصوى لدى القيادات التربية، فإن وفداً رفيع المستوى من وزارة التربية والتعليم زار أخيراً الأندية الصيفية في جدة واجتمع مع مديري ومشرفي الأندية الصيفية، وناقش معهم أهمية التأكيد على تعزيز القيم الإيجابية للطلاب، وأهمية تفاعل النادي مع المجتمع، وضرورة إجراء مراجعة وتقويم للبرامج التي تنفذ في الأندية الصيفية. ووافق الطالب حميد القارحي على ما ذهب إليه المعلم الأحمري، وقال ل « الحياة»: «إن توقيت إقامة تلك المراكز ليس في مصلحة الطلاب أبداً لكون غالبيتهم يرتبطون بأسرهم ارتباطاً شديداً، ولا يمكن لهم مع تغير جدولهم اليومي مخالفة مواعيد ارتباطات أسرهم أو تغيير أوقات صحوتهم ونومهم، وهذا الأمر يجب أن تراعيه إدارات هذه المراكز عند تنظيمها لمواعيد وأوقات استقبالها للطلاب». ولفت إلى أهمية التجديد والترغيب في البرامج المقدمة داخل المراكز الصيفية، وعدم الركون إلى البرامج القديمة والبالية والتي أصبحت لا تؤثر في الطالب ولا تمثل أداة جذب كبرى له، مشيراً إلى أهمية إدخال الألعاب الإلكترونية ضمن ألعاب المسابقات التي تنظمها المراكز، نظراً لما لهذه الألعاب من إقبال كبير لدى مختلف شرائح الطلاب. من جانبه، لفت المشرف التربوي والمشارك في تنظيم المراكز الصيفية في محافظة جدة عبدالكريم الكلي، إلى أن الهدف من هذه الأندية هو رعاية الشباب عقلياً وبدنياً وثقافياً وعلمياً، ومن ثم اختيار الأكفاء لرعايتهم أثناء التحاقهم بهذه الأندية، إضافةً إلى تنمية روح الانتماء عندهم للدين ثم لولاة الأمر وللوطن. وكشف أن المراكز الصيفية تعمل على تنظيم أنشطة منوعة تنمي مدارك هؤلاء الشبان، خصوصاً تجاه دينهم وولاة أمرهم وبلدهم، وأنها تؤكد على تحذيرهم من الأفكار الهدامة والمناهج المنحرفة، مشيراً إلى أن من أهداف هذه الأندية الكشف عن مواهب المشاركين وتنميتها وتطويرها.