فور انتهاء الامتحانات المدرسية سارعت الموظفة دلال (أم لأربعة ابناء) الى تسجيل ابنائها في احد الاندية الصيفية، فهي «لن تحتمل عبء متطلباتهم اليومية في المنزل» بخاصة انها لا تجد من يعتني بهم في الفترة الصباحية التي تكون منشغلة فيها. فعلاوة على ما تحققه هذة الاندية من تنمية للقدرات الجسدية والفكرية من خلال النشاطات المتنوعة، ترى دلال ان تلك الاندية تعد متنفساً للأهل والابناء على حد سواء، وإبعاداً للأبناء عن شاشة التلفزيون والالعاب الالكترونية التي تضر ولا تجدي نفعاً. وتجد دانا ناصر وهي ربة بيت وام لثلاثة اولاد ذكور ان الاندية الصيفية ضرورية، خصوصاً في الفترة التي تلي الامتحانات، بسبب الارهاق والتوتر اللذين عاشهما الابناء وأسرهم على حد سواء. وتضيف دانا سبباً آخر يجعلها تُقبل على تسجيل ابنائها في الاندية الصيفية هو ان الاسر تصبح غير ملزمة باصطحاب ابنائها الى اماكن الترفيه المخصصة للعب والمطاعم والمولات، الامر الذي يخفف من الاعباء الاقتصادية عن كاهل الاسرة. وتوضح ان الاندية الصيفية توفر فسحة كافية للاطفال للانشغال في الاوقات الصباحية بأمور تعود بالنفع عليهم ويحصلون خلالها على المتعة والفائدة في آن واحد. وتقول ابتسام عبدالله وهي مديرة ناد صيفي ان قسط النادي مكلف احياناً على بعض الاسر، الا ان هذه الاسر تفضل تسجيل ابنائها في الاندية حرصاً منها على تنظيم اوقاتها بدلاً من قضائها سدىً. وتشير الى ان النادي الذي تعمل فيه ينظم خلال اربعة أسابيع رحلات وركوب خيل وسباحة وبرامج ثقافية . وتضيف ابتسام أن الأندية الصيفية تحقق فائدة كبيرة للطلبة، فبدلاً من قضاء الاجازة الصيفية في البيت أو في الشارع، فإن الابناء يشاركون في نشاطات فنية وثقافية مثل الرسم وقراءة القصص وكذلك في البرامج الترفيهيه، بالاضافة الى تقديم خدمات رياضية للاطفال وإطلاعهم على اماكن سياحية تساهم في زيادة معرفتهم بوطنهم. نقيب اصحاب المدارس الخاصة منذر الصوراني يشير الى ان الاندية المدرسية تمنح تصاريح من وزارة التربية والتعليم وتتبع كل وسائل السلامة العامة للاطفال المشتركين، وتعمل على تنظيم برامج ترفيهية وأكاديمية في الوقت ذاته. ويجد محمد قطامين وهو اب لثلاثة ابناء من محافظة الطفيلة (جنوب عمان) ان وجود الاندية يقتصر على العاصمة، مؤكداً ان غالبية محافظات المملكة تفتقر إلى مناطق ترفيهية مخصصة للأطفال، ناهيك بعدم قدرة الكثير من الاهالي على اشراك ابنائهم في نواد رياضية او ترفيهية لضعف الحال المادية، الامر الذي يدفع الكثير منهم للخروج الى الشوارع في شكل يعرضهم للخطر. ويميز مدير شباب محافظة عجلون (شمال عمان) الدكتور حمزة العقيلي بين الاندية الصيفية المدفوعة الأجر والتي يتواجد اغلبها في العاصمة، وبين المعسكرات الصيفية التطوعية التي تنظمها مديريات الشباب والجمعيات الخيرية في المحافظات. ويؤكد أن الشباب المشاركين في المعسكرات التطوعية في العادة يكونون على قدر كبير من المسؤولية والوعي الكافي بالمهمات والنشاطات التي سينفذونها بالتشارك مع فاعليات مختلفة. ويضيف ان هذه المعسكرات تهدف إلى صقل شخصيات المشاركين والمشاركات وإكسابهم مهارات عملية ونظرية وفق طبيعة المعسكر، لافتاً إلى أن برنامج معسكرات سواعد الإنقاذ بالتعاون مع الدفاع المدني يشتمل على محاضرات نظرية وعملية من خلال مدربي الدفاع المدني على الإسعافات الأولية والتخلص من العوائق والنزيف والكسور والحروق وضربات الشمس والصدمة والإغماء وغيبوبة السكري والصرع والتسمم وطرق إطفاء الحرائق. كما تتضمن المعسكرات محاضرات توعوية حول العمل التطوعي وأعمال تطوعية لدهان أطراف الشوارع داخل المدن، إضافة إلى العمل في المشروع الريادي في منطقة اشفينا الذي يتضمن جلسات سياحية وأعمال نظافة في المدينة والمركز ومناطق التنزه والاصطياف. ويقول المشاركان محمد تيسير القضاة ويعرب شويات إنهما التحقا بالمعسكرات عن وعي بأهمية العمل التطوعي في خدمة المجتمع المحلي وإيجاد فرصة لتنمية مهاراتهما من خلال المشاركة في الدورات والمحاضرات التوعوية. ويؤكدان أنه وعلى رغم وجود بعض المشقة والإرهاق خلال المشاركة في المعسكرات، إلا أنها سرعان ما تزول، خصوصاً أنها تشكل فرصة لملء أوقات الفراغ وإقامة صداقات جديدة وتساهم في صقل الشخصية وفتح آفاق جديدة مستقبلاً. ويقول المشرف على مركز شباب عجلون علي القضاة إن عقد تلك المعسكرات يأتي في إطار تعزيز منظومة القيم الوطنية ومن ضمنها العمل التطوعي وأهميته المجتمعية، مؤكداً أهمية تنمية مسيرة العمل التطوعي والتنموي، وأن تنسجم المعسكرات مع واقع الشباب وتأخذ بمتطلباتهم الأساسية.