بدا حلّ مشكلة السفر عبر جسر الملك فهد يحتاج إلى معجزة، إذ شهد منذ الساعات الأولى للنهار زحاماً كبيراً، في حلقة جديدة من معاناة المسافرين لما يواجهونه من تأخر وتوقف وعرقلة المسارات لساعات طويلة طوال الفترة الماضية، على رغم بقاء المسؤولين مكتوفي الأيدي، من دون إيجاد حلول جذرية، مع بدء الإجازة الصيفية، وفي الشهر الأخير قبل حلول رمضان، الأمر الذي أحدث تأثيراً في الرحلات من مطار البحرين الدولي، وإلغاء الحجوزات بسبب التأخير. ولوحظت بعض كبائن مفتشي الجمارك والجوازات السعودية خالية من الموظفين، واضطر المسافرون إلى الاصطفاف مسافات طويلة في كبائن يوجد فيها موظف واحد يعمل على الجانبين، الأمر الذي وصفه مسافرون بإلاهمال، وتغاظياً واضحاً من المشرفين عليهم، بدلاً من تفعيل دور انضباط الموظفين في الحضور في الوقت المحدد، إذ يعتبر ذلك وقت ذروة، إضافة إلى عدم العمل على وضع خطة لتجاوز عقبة ضغط العمل المستمر، ووضع النقاط على الحروف في مسألة تأخير المسافرين. وأثّر عدم وضع الحلول من وقتٍ باكر في مستوى رحلات مطار البحرين الدولي، وذلك بسبب عدم وصول المسافرين في الزمن المحدد لإقلاعهم، إضافة إلى قيام مسافرين آخرين بتأجيل رحلاتهم إلى ساعات متأخرة من الليل، تفادياً للزحام، مع بدء الإجازة الصيفية، وما تشهده من تدافع الأهالي إلى السفر لدول مجاورة من طريق مطار البحرين الدولي، ورغبة منهم في استغلال الشهر الأخير قبل حلول رمضان المبارك، الأمر الذي يتطلب قراراً صارماً. وكانت موجة تغييرات عصفت بالقيادة الإدارية لمصلحة الجمارك في جسر الملك فهد الفترة الماضية، رغبة منها في تحسين مستوى الأداء، وتغيير آليات العمل، لكن ذلك لم يسفر عن نتائج ملاحظة حتى هذا الوقت، في ظلّ المطالبات المستمرة من مفتشي الجمارك بتحسين أوضاعهم، وزيادة الحوافز وتفعيل الانتدابات من جسر الملك إلى منافذ أخرى كما هو العكس، الأمر الذي يحدث تفانياً في العمل، خصوصاً مع اكتشاف أية ضبطيّة ممنوعات. وبدا تفعيل الربط الإلكتروني وإلغاء الجوازات السعودية من ناحية الدخول إلى البحرين «يسير بشكل بطيء»، على رغم التصريحات المتكررة بالعمل الدؤوب على إنجازه ووضعه على أرض الواقع، إضافة إلى ابتكار آليات تعمل على تسهيل حركة السير والتهوين على المسافرين معاناتهم المتكررة للوصول إلى البحرين في وقت معقول، وذلك بعد انتقال عدوى الزحام إلى الجانب البحريني قبل أسابيع قليلة، إثر قيام أمن الجسر بوضع أجهزة كشف للمركبات قبل الدخول إلى السعودية بعد هرب سجناء لديهم. بدورها، أكّدت جوازات المنطقة الشرقية أنها بصدد تطبيق خطط لمواجهة كثافة العابرين في المنافذ التابعة لها خلال الإجازات، موضحة أن تلك الخطط ترتكز على محاور عدة، أهمها تقليص إجازات منسوبيها في المنافذ خلال الإجازات الرسمية، إضافة إلى تشكيل قوة مساندة في كل منفذ لدعم المناوبات بأوقات الذروة، وأيضاً تفعيل الانتدابات، وذلك قوة بشرية لأي منفذ عند الحاجة. وكشف المتحدث باسم جوازات المنطقة الشرقية المقدم معلا العتيبي في تصريح إلى «الحياة» أنه يتم حالياً الاستفادة من كاميرات المراقبة التابعة للمؤسسة العامة لجسر الملك فهد، التي بدورها تظهر الساحات والكبائن من الخارج حتى الانتهاء من تركيب كاميرات داخل الكبائن، كما كشف مسؤول في الجوازات في وقت سابق. وأوضح العتيبي أنه في الإجازات والذروة يتم استعمال المسارات كافة، ومسار الطلبة لعموم المغادرين أو القادمين. يذكر أن إحصاءات جوازات جسر الملك فهد تتزايد سنوياً بمعدلات كبيرة، إذ بلغ عدد عابري جسر الملك فهد خلال عام 1434ه (18.508.612) بزيادة نسبتها 49.6 في المئة عن العابرين خلال عام 1432ه، إذ عبر (12.369.253)