كشفت وثيقة قضائية أن القضاء الأميركي يبدي منذ أشهر اهتماماً بالقضايا التي تورط فيها محامي الرئيس الأميركي مايكل كوهين، المتهم بترتيب تسويات مالية لطمس فضائح مرتبطة بموكله، وليس بنشاطاته كمحام. واتُخذت صورة كوهين كوسيط للتغطية على الفضائح شكلاً أوضح بعد الكشف الجمعة عن دفع مبلغ 1.6 مليون دولار رتبها المحامي، إلى واحدة من الفتيات السابقات في بلايبوي لشراء صمتها في شأن علاقة مع إليوت برويدي، أحد قادة الحزب الجمهوري. وقد تخلى برويدي الذي ساهم في جمع تبرعات لحملة ترامب الانتخابية في 2016، عن منصبه كنائب لرئيس الشؤون المالية في اللجنة الوطنية الجمهورية، عن منصبه بعد نشر هذه المعلومات. وكان مكتب كوهين خضع لعملية تفتيش من قبل القضاء الأميركي مرتبطة بتحقيق واسع يجريه المدعي الخاص روبرت مولر. وتمت مصادرة مواد ووثائق جديدة أثناء ذلك. وفي الوثيقة التي سجلت الجمعة، كشف مكتب المدعي الفيدرالي في مانهاتن جوفري برمان أنهم يراقبون منذ أشهر مختلف الرسائل الإلكترونية لكوهين. وهذه المراقبة التي جرت في إطار «تحقيق جنائي» كشفت أن المحامي «لا يمارس أي عمل قانوني»، وفق الوثيقة التي توضح أيضاً أن المحققين يشتبهون بأنه ارتكب مخالفات «تتركز على شؤونه الشخصية». وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الناشر ديفيد بيكير قد يكون أجرى مشاورات مع كوهين في شأن شهادة كارين ماكدوغال التي كانت من نجوم مجلة «بلايبوي» وتؤكد أيضاً أنها أقامت علاقة مع قطب العقارات السابق. وكانت «ناشيونال إنكوايرر» التي تُعد أهم إصدار لدار بيكير، وافقت على شراء هذه الاعترافات الحصرية لقاء مبلغ 150 ألف دولار. وتؤكد مجلة «نيويوركر» استناداً إلى شهادات أشخاص لم تكشفهم أن «ناشيونال إنكوايرر» وافقت في نهاية المطاف على عدم نشر المقابلة لحماية ترامب، لكن المعنيين ينفون ذلك. وذكرت «نيويورك تايمز» أن ترامب اتصل الجمعة بمايكل كوهين «لاستعراض» وضع مستشاره الوفي. وبما أن المحامي يخضع للتنصت الإلكتروني وفق الوثيقة التي نشرت الجمعة، يمكن إدراج هذا الاتصال في التحقيق. ولجأ محامو كوهين إلى القضاء للتوصل إلى استبعاد بعض الوثائق التي تمت مصادرتها من التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص. وقد أشاروا إلى أن الكثير من هذه الوثائق ينطبق عليه إجراء سرية المراسلات بين محام وموكله، لذلك لا يمكن للقضاء استخدامها. وهم يأملون في أن يسمح لهم القضاء في تحديد ما هو سري وما هو غير ذلك من هذه الوثائق، أو تعيين خبير مستقل لتحديد هذا الأمر. وعبر ممثلو وزارة العدل عن الأمل في اتباع الإجراءات العادية أي القيام بعملية فرز من قبل فريق خاص من موظفين في الوزارة. وخلال جلسة الجمعة، قالت جوانا هندون وهي محامية تمثل ترامب إن الرئيس يولي «اهتماماً» لهذا الإجراء الذي سعى إليه كموكل لكوهين وتشمله سرية المراسلات أيضاً. وأرجأت القاضي كيمبا وود القضية إلى يوم غد الإثنين. وبانتظار قرار في شأن طريقة فرز الوثائق، تعهد مكتب مدعي مانهاتن الفدرالي برمان عدم فحص ما تمت مصادرته. وكان كوهين أكد مجدداً الأحد في تغريدة على تويتر ولاءه لترامب. وقال «سأحمي رئيسنا دائماً». إلى ذلك، قال محامي ستورمي دانيالز، مايكل آفينياتي، إنه «من الممكن جداً» أن تظهر الممثلة الإباحية في جلسة استماع يوم الإثنين في شأن مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي منزل ومكتب كوهين الشخصي. وكان كوهين اعترف علناً بأنه دفع 130 ألف دولار للممثلة الإباحية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016 مقابل صمتها. وأكدت دانيالز أنها أقامت علاقة مع ترامب الذي أكد أن لا علم له بالصفقة، كما نفى أن يكون أقام علاقة معها.