اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن ان اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا في تركيا غداً الجمعة مناسبة مهمة جداً بالنسبة إلى جهود ايجاد وبحث الحلول السلمية المطروحة لحل الأزمة الليبية، كما أن الاحتماع مهم كي يتم البحث وبعمق في المرحلة الانتقالية بعد رحيل العقيد معمر القذافي ونظامه. وأكد راسموسن الذي كان يتكلم من بروكسيل أمام مجموعة صغيرة من الصحافيين العرب عبر فيديو دائرة مغلقة في مقر وزارة الخارجية البريطانية في لندن، أن الاجتماع الذي جرى أمس في مقر الحلف الأطلسي وجمعه مع المسؤول السياسي للثوار الليبيين («رئيس حكومة» المجلس الوطني الانتقالي) محمود جبريل وسفراء 28 دولة من الدول الاعضاء في «الناتو»، كان «مفيداً جداً وشهد تطابقاً للآراء» بين المجتمعين، مشدداً على اعجابه بالخطة التي قدمها جبريل حول فترة المرحلة الانتقالية إلى الديموقراطية بعد رحيل القذافي. وأضاف أنه كان هناك أيضاً تصميم من الجميع على ضرورة استمرار «الناتو» في عمله في ليبيا وحتى تحقيق الأهداف التي تحرّك من أجلها الحلف، وهي التأكد من منع قوات القذافي من التقدم نحو المناطق المحررة كي تعتدي على المدنيين، وايصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. وشدد على أن الجميع كان متفقاً على أن القذافي فقد كل شرعيته، وان من يظهر معه من أفراد الشعب فإنه يفعل ذلك تحت طائل الخوف والموت. وأضاف أن السؤال المطروح اليوم ليس هل سيرحل القذافي بل متى. وشدد على الحاجة إلى تسوية سلمية أو سياسية، لكنه قال إن الجميع متفق في المقابل على الالتزام في شكل كامل بعدم وقف العمليات مهما أخذت من وقت حتى تتحقق مطالب الشعب الليبي المشروعية. ونوّه بنضال الثوار الليبيي، وقال إنهم باتوا اليوم أكثر تدريباً وقدرة على القتال، لافتاً إلى أن القتال سيكون في مصلحة الثوار لأن قوات القذافي تتراجع قدراتها في شكل مضطرد. وقال: «انتهت اللعبة بالنسبة إلى القذافي وحان وقت الرحيل». غير أنه رفض اعطاء مهلة أو وقت محدد لهذا الرحيل. وكرر راسموسن أكثر من مرة على نية «الناتو» ابقاء الضغط العسكري على نظام القذافي. ونفى علمه بتجاوزات يقوم بها ثوار المجلس الانتقالي. وقال إن اجتماع تركيا لمجموعة الاتصال غداً سيكون مناسبة لوضع الإطار العملي للحل السياسي، حيث يتم بحث مواضيع المرحلة الانتقالية والخطة التي وضعها بهذا الشأن المجلس الوطني الانتقالي. وشدد على أنه لن يكون هناك أي دور ل «الناتو» في المرحلة الانتقالية، بل سيتولى الليبيون إدارة هذه المرحلة بمساعدة من الأممالمتحدة و «نحن لن نتدخل إلا إذا طلبت منا الأممالمتحدة، وإذا ما كان هناك حاجة لمثل هذا التدخل، ومثل هذا التدخل لا بد أن يكون قانونياً». ورداً على سؤال، قال إن «الناتو» لا ينوي التدخل في سورية، لكنه قلق للوضع هناك خصوصاً أن تركيا - العضو في الحلف - جارة لسورية. وعبّر عن إدانته لما تقوم به القوات السورية ضد المحتجين، مضيفاً أن أفضل شيء يمكن أن يفعله نظام الرئيس بشار الأسد هو الاستماع إلى مطالب شعبه.