اتهمت بريطانيا الاستخبارات الروسية بالتجسس على العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا على مدى خمس سنوات، وبأنها أجرت تجربة على غاز الأعصاب بوضعه على قبضة الباب، فيما كرر السفير الروسي في لندن خلال مؤتمر صحاقي أمس، ما أعلنه وزير الخارجية سيرغي لافروف عن أن الأجهزة البريطانية دمرت كل الأدلة «وشوهت نتائج تحقيق أجرته منظمة نزع الأسلحة الكيماوية». وأفاد مستشار الأمن القومي البريطاني مارك سادويل في رسالة وجهها إلى قيادة حلف شمال الأطلسي أمس، بأن الاستخبارات الروسية تجسست على سكريبال وابنته على مدى خمس سنوات على الأقل، قبل أن يتم تسميمهما بغاز الأعصاب. وأضاف: «لدينا معلومات تشير إلى أن اهتمام جهاز الاستخبارات الروسي بعائلة سكريبال يعود إلى عام 2013 على الأقل عندما استهدف خبراء انترنت من جي آر يو (جهاز الإستخبارات العسكرية) حسابات يوليا عبر البريد الالكتروني». وأضاف أن روسيا تملك «الوسائل التقنية والخبرة العملانية والدافع للهجوم على عائلة سكريبال». وتابع أن «تقارير ذات صدقية معروفة المصادر» أظهرت أن الاتحاد السوفياتي طور خلال ثمانينات القرن الماضي غازات أعصاب «نوفيتشوك» في قاعدة بشيخاني قرب مدينة فولغوغراد». وزاد أن «كلمة السر لبرنامج الأسلحة الكيماوية الهجومي (الذي يتضمن نوفيتشوك) كانت فوليانت». ورد السفير الروسي في لندن الكسندر يوكيفينكو على اتهامات لندن فقال خلال مؤتمر صحافي أمس ان «الأجهزة البريطانية دمرت كل الأدلة المتعلقة بمحاولة اغتيال سكريبال وابنته». وسأل الصحافيين:» لماذا لم يسمح لكم بإجراء أي اتصال بيوليا سكريبال، وهي الآن بصحة جيدة، ولم يسمح لكم بأي اتصال بوالدها، وهو يستطيع الكلام؟». وتابع أن لندن «رفضت أي تعاون معنا». إلى ذلك (أ ف ب) اتهم لافروف نظيره البريطاني بوريس جونسون ب «تشويه» النتائج التي خلص إليها تحقيق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في ما يتعلق بمحاولة اغتيال سكريبال وقال: «يحاول سياسيون مثل بوريس جونسون تشويه الحقيقة فيعلنون أن بيان منظمة حظر الأسلحة يدعم خلاصات بريطانيا». وأضاف: «أشدد على أن المنظمة لم تؤكد إلا محتويات المادة الكيماوية». وأكدت المنظمة الخميس «النتائج التي خلصت إليها المملكة المتحدة في شأن ماهية المادة السامة» التي استخدمت في الهجوم على العميل المزدوج. ولم تشر إلى الجهة المسؤولة عن الهجوم الذي وقع في الرابع من آذار (مارس) وأدى إلى إصابة شرطي بريطاني إلى جانب سكريبال وابنته. وقال جونسون: «لا شك في أن (المادة) التي استخدمت روسية ولا يوجد أي تفسير بديل حتى الآن بشأن الجهة المسؤولة» عن الهجوم. وأضاف أن «روسيا وحدها لديها القدرة والدافع والسجل» للقيام بعملية من هذا النوع.