الروسية حدّ تبادل شتائم بين مسؤولي البلدين، فيما اعتبر الكرملين أن ترجيح لندن أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بتسميم «العميل» الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته في إنكلترا، «لا يُغتفر»، وأكدت موسكو انها سترد على طرد 23 من ديبلوماسييها في بريطانيا، يُفترض ان يغادروا لندن في 20 الشهر الجاري. ولجأت المملكة المتحدة إلى المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، للتأكد من صنع موسكو غاز الأعصاب «نوفيتشوك» الذي استُخدم في محاولة التسميم. وكان لافتاً تحذير زعيم حزب العمال المعارض في بريطانيا جيريمي كوربن من إشعال حرب باردة مع روسيا، قبل توافر أدلة كاملة على تورطها بالهجوم. وكتب في صحيفة «ذي غارديان»: «التسرّع قبل الأدلة التي تجمعها الشرطة، في أجواء برلمانية محمومة، لا يخدم العدالة ولا الأمن القومي. هذا الحادث المروّع يحتاج أولاً أكثر التحقيقات الجنائية تدقيقاً وشمولاً». وأضاف: «إما أنها جريمة سمحت بها الدولة الروسية، وإما ان الدولة سمحت بأن تفلت هذه المواد السامة من سيطرتها. في الحال الثانية، لا يمكن استبعاد عمل مجموعات روسية مشابهة للمافيات، سُمح لها باتخاذ موطئ قدم في بريطانيا». في مقابل الموقف المهادن لكوربن، لمّح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الى تورط بوتين بتسميم سكريبال وابنته، بقوله: «ليس لدينا أي شيء ضد الروس. لن يكون هناك رهاب من الروس نتيجة ما يحدث». واستدرك: «خلافنا مع الكرملين بقيادة بوتين وقراره، ونعتقد بأن من المرجح بشدة أنه كان قراره، بتوجيه استخدام غاز أعصاب في شوارع المملكة المتحدة، في شوارع أوروبا للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية». وكان وزير الدفاع البريطاني غافين وليامسون قال ان على «روسيا أن تخرس»، فوصفته وزارة الدفاع الروسية بأنه «عقيم فكرياً»، فيما نعته وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بقليل التهذيب. واعلن ناطق باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن لندن طالبت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بمساعدتها في التحقق في شكل مستقل من استخدام غاز الأعصاب في تسميم سكريبال، مشيراً الى ان بريطانيا «سترسل عينة من الغاز إلى المنظمة لفحصها». في المقابل، شدد الناطق باسم الكرملين على أن إقحام بوتين في عملية التسميم «شكّل صدمة وهو أمر لا يُغتفر بموجب التقاليد الديبلوماسية». وزاد: «على لندن ان تقدم أدلة دامغة، وحتى الآن لم نرَ أي دليل». وكرّر ان «لا علاقة لروسيا بهذه القضية إطلاقاً». وتابع أن الرد العملي على تدابير لندن «سيكون على أساس مصالح بلادنا»، وسيأتي معادلاً لقرار ماي طرد 23 ديبلوماسياً روسياً وتجميد الاتصالات مع موسكو. وكان لافروف اكد ان موسكو ستطرد ديبلوماسيين بريطانيين، فيما أعلن نائبه سيرغي ريابكوف إن روسيا سترد على عقوبات جديدة فرضتها واشنطن الخميس، ب»توسيع قائمتها السوداء للأميركيين».