أخذ التنافس الانتخابي بين «تيار المستقبل» و «حزب الله» منحى جديداً أمس، فانتقل زعيم «التيار» رئيس الحكومة سعد الحريري إلى منطقة مرجعيون- حاصبيا لتعبئة الناخبين لمصلحة لائحة يدعمها بالتحالف مع «التيار الوطني الحر» ومستقلين، للمرة الأولى، فيما خصص الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله خطابه في مهرجان انتخابي في ضاحية بيروت الجنوبية لانتخابات العاصمة وللرد على شعارات «المستقبل»، ما شكل مفارقة واضحة. ويتحالف تيار المستقبل في دائرة مرجعيون - حاصبيا مع التيار الوطني الحر ومستقلين في مواجهة لائحة الثنائي الشيعي، ويأمل بأن تحقق خرقاً. وأكد الحريري أن «مشروعنا هو الدولة والنهوض بها لخدمة كل اللبنانيين»، مشدداً على «ضرورة الحفاظ على تعدد الطوائف في لبنان، والسبيل الوحيد لذلك هو أن تكون هناك دولة قوية وجيش وقوى أمنية كذلك، واعتدال ومحبة». واستهل الحريري جولته الجنوبية بمنطقة جديدة مرجعيون، حيث أقيم له احتفال شعبي رفعت خلاله الأعلام اللبنانية وتقدمه مفتي حاصبيا الشيخ حسن دلّة والأب يوحنا عازار ممثلا المتروبوليت الياس كفوري والمرشح عن المقعد السني عماد الخطيب. وأكد الحريري أن «هذه المنطقة حافظت على طبيعتها وعلى العيش المشترك الذي لطالما كانت سياستنا الحفاظ عليه في كل لبنان». ولفت إلى أن «منطقة الجنوب عزيزة علينا كما كانت على قلب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأملنا بكم وبأن نكون معاً في هذه الانتخابات لأن برنامجنا واحد وهو الوطن والدولة والعيش المشترك، والاعتدال، وأنتم تعرفون كم عملت على موضوع الاعتدال في وقت لم تكن هناك الكثير من الآذان الصاغية له». وقال: «إيماني أن هذا البلد لا ينهض إلا بكل الشركاء فيه وباللبنانيين مسلمين ومسيحيين». وأضاف: «برنامجنا واضح من خلال الإعتدال والإنماء وفي مؤتمري سيدر وروما وفي كل المشاريع التي نقدمها لبناء الوطن وخصوصاً في هذه المنطقة التي لطالما قاومت العدو الذي اجتاحها واجتاح لبنان. ولكن الجنوب وقف وتصدى ونحن سنكمل، واليوم الدولة هي المسؤولة عن مواطنيها، والجيش هو المسؤول عن حماية كل المواطنين. أريدكم أن تصوتوا «زي ما هي». وأكد نصرالله أنه «لا يجوز لأي تيار أو حزب أو حركة أو جمعية أو زعامة أن تختصر بيروت بلونها الخاص، لون بيروت يجب أن يبقى لون الشعب اللبناني. ويجب أن يشعر الجميع أنهم أمام فرصة حقيقية للتمثيل». ورد على دعوة الحريري ومرشحي لائحته البيارتة إلى التصويت لها حفاظاً على هوية بيروت ومنع مصادرة قرارها (من قبل اللائحة التي يدعمها الحزب)، فسأل: «ما المقصود بالهوية العربية؟». وتهكم مازحاً بدعوته هيئة الإشراف على الانتخابات إلى إجراء امتحانات للغة العربية لنرى من هو عربياً أكثر من الثاني»... وقال إن بيروت كانت تحمل كل القضايا العربية وعنوانها هو احتضان القضية الفلسطينية والمقاومة التي منها انطلقت عام 83 لطرد الإسرائيلي... ورأى خلال مهرجان لدائرتي بعبدا (تحالف أمل والتيار الوطني الحر والحزب الديموقراطي وحزب الله) وبيروت الثانية (تحالف أمل وجميعة المشاريع الخيرية والتيار الحر والحزب) أن «هناك في بيروت فئات كثيرة تريد أن تتمثل في المجلس النيابي»، معتبراً أن «القانون النسبي يسمح لشرائح شعبية واسعة بأن تتمثل في البرلمان وهذا ما يجب أن تعترف به القوى السياسية». وقال: «لائحة وحدة بيروت لا تسعى إلى مصادرة قرار بيروت كما يدعي «المستقبل» وهناك شرائح من حقها أن يكون له من يمثلها». وأوضح أن «بيروت عاصمة لبنان ويعني أنها تمثل كل اللبنانيين والتكوين اللبناني». ولفت إلى أن «هناك معركة حول هوية بيروت، البعض تجاوز مرحلة ماذا قدم لبيروت وتيار المستقبل تحديداً، تجاوز كل ذلك ليذهب إلى عنوان لشد العصب، فأصبح عنوان المعركة العروبة والمشروع العربي. هذه التهمة تلحق بقية اللوائح غير لائحة المستقبل».