تكثفت الحملات الانتخابية لدعم هذه اللائحة أو تلك، أو هذا المرشح أو غيره مع بدء العد العكسي للانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان في مرحلتها الأولى التي تشمل محافظاتبيروت والبقاع وبعلبك- الهرمل. وإذا كانت اللوائح المكتملة أو الناقصة التي تشكلت أو تتشكل في البقاع عموماً تتقاسمها أحزاب تحالفت في ما بينها وتنافس بعضها عائلات، فإن المجتمع المدني في بيروت فرّخ بدوره أكثر من لائحة مكتملة وأخرى غير مكتملة لتتواجه مع لائحة مكتملة مدعومة من زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري وتضم مرشحين من أحزاب مختلفة، ما قد يودي إلى تشتت الأصوات الداعمة للمجتمع المدني، إذا ما استثنيت مسألة حجم الإقبال على الاقتراع. وكان مرشحو «لائحة البيارتة» تابعوا جولاتهم على القيادات المعنية بالانتخابات وزاروا أمس برئاسة جمال عيتاني، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي قال: «لم نكن في السنوات الماضية مسرورين جداً بالمجالس البلدية التي تناوبت على بيروت، على رغم أننا أصدقاء مع الجميع، هذا لا يعني أن تنسحب نتائج المجالس السابقة على المجلس البلدي المرشح حالياً». ودعا «جميع البيارتة»، لاسيما أن هذه اللائحة تحمل اسمهم، إلى التصويت بكثافة لها، باعتبار أن الفريق الحالي جديد بأكمله، ولديه النية لتحقيق كل ما كان يفترض أن يتحقق ولم يحصل في الفترات السابقة». وطالب اللائحة بملفات «النفايات، الكهرباء، إنشاء مساكن شعبية بلدية للأحياء الشعبية الأكثر فقراً وعوزاً، إيجاد مواقف للسيارات ومن ضمنها على سبيل المثال تحويل محطة شارل حلو إلى مواقف للسيارات، وتنفيذ مجموعة من الطرق الداخلية والحدائق العامة المخطط لها»، داعياً المجلس الجديد إلى أن «تكون المناقصات وكل الملفات شفافة». وجال الامين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري، مساء أول من أمس، في منطقة الطريق الجديدة، دعما ل «لائحة البيارتة». وحض في محلة قصقص على «النزول إلى صناديق الاقتراع، والتصويت للائحة التي تحافظ على وصية الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالحرص على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وتؤكد أن بيروت هي لأهلها». وفي مقهى البرجاوي، دعا إلى «التصويت لكرامة بيروت». وفي ساحة أبو شاكر، شدد على «ضرورة أن نكون يداً واحدة من أجل مصلحة بيروت». وأعلن في الطريق الجديدة أمس، عن ولادة «لائحة بيروت» الائتلافية والمدعومة من جمعية «الواقع» وجمعية «الإنشاء والتطوير» وفاعليات وعائلات بيروتية، برئاسة المحامي عماد سعيد الوزان. وفيما أعلنت «الجماعة الإسلامية» في شحيم، أسماء مرشحيها في شحيم وأولئك الذين تدعمهم، أكدت حرصها «على تكوين لائحة توافقية تجمع جميع مكونات البلدة لتجنيب شحيم معركة عائلية». البقاع وأعلن «تيار المستقبل» الوقوف «على مسافة واحدة من جميع المرشحين في بلدة قب الياس البقاعية، الحاضنة لنموذج المناصفة والتفاهم والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين والتي تشكل نموذجاً متقدماً لهذا العيش ولوحدة اللبنانيين، وذلك انسجاماً مع قرار الرئيس سعد الحريري بتشجيع التوافق ورعايته في الانتخابات البلدية واحترام إرادة العائلات والمواطنين كافة». وردّت «الكتلة الشعبية»، أمس، على اتهام منسقية زحلة في حزب «القوات اللبنانية»، رئيسة الكتلة ميريام سكاف ب «دق إسفين بين مكونات النسيج الشعبي في زحلة، وإظهارها كأنها مقسومة بين أحزاب وعائلات»، متهمة بدورها المنسقية بأنها تغمز بذلك «من قناة الانتماء المناطقي لسكاف». وتحدثت عما يعانيه «التحالف الحزبي من انشقاقات لغاية اليوم باتت على كل شفة ولسان. فلا يزايدنّ أحد علينا في احتضاننا أبناء الأحزاب الذين هم أولادنا» ويخوض «حزب الله» معركة انتخابية في بريتال، ونقل موقع «جنوبية» عن رئيس بلديتها عباس إسماعيل، أن حركة «أمل» انسحبت من المعركة تجنيبًا للحساسيات البلدية وتركت الخيار للعائلات.وأعلن الحزب «السوري القومي الاجتماعي» و«حزب الله» لائحة «التنمية والوفاق» في بلدة النبي عثمان، خلال لقاء في حسينية البلدة. وكان عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية علي بزي لفت أمس، في مناسبة دينية، إلى «أن التوافق بين «حزب الله» و«أمل» حول الانتخابات ليس مصادرة أو اختزالاً لقرار الناس، بل هو استكمال وتتمة لقرار الناس والعائلات»، داعياً «جميع اللبنانيين إلى أن ينزلوا بكثافة إلى صناديق الاقتراع». وفي الشمال، أطلق وزير العدل المستقيل أشرف ريفي خلال لقاء عقد في طرابلس، نواة الماكينة الانتخابية لمعركة الانتخابات البلدية والاختيارية لمدينتي طرابلس والميناء. وأعلن دعمه «المجتمع المدني في اختيار لائحة بوجه لائحة التوافق السياسي». وقال: «لن نقبل بالمحاصصة مجدداً، لأنها عبارة عن أجسام ومجموعات متجمعة غير متجانسة، وتأخذ توجيهات من السياسيين». وتوجه إلى القوى السياسية بالقول: «لا أريد أي مكسب شخصي، بل إن مصلحة أهلي في المدينتين فوق كل اعتبار. تعالوا لنتفق على دعم المجتمع المدني، الذي باستطاعته أن يحقق آمال أهلنا، وينفذ المشاريع الحيوية التي تحتاج إليها، وسنخوض الانتخابات تحت عنوان «طرابلس العيش المشترك»، فهي لكل فئات المجتمع، هي الجامع والكنيسة، السني والعلوي والمسيحي، وكل الأطياف، ولن نتدخل في اختيار أي اسم، بل سنترك للمجتمع المدني أن يختار من يراه مناسباً».