تأخر إعلان النتائج الرسمية لانتخابات المجالس البلدية والاختيارية في محافظاتبيروت والبقاع وبعلبك - الهرمل إلى اليوم، نظراً إلى كثرة المرشحين فيها وإلى اضطرار لجان القيد القضائية إلى إعادة فرز بعض الصناديق، لا سيما في بيروت، نتيجة اعتراض ممثلي لائحة «بيروت مدينتي» الممثلة للمجتمع المدني، والمنافسة ل «لائحة البيارتة» الائتلافية بين الأحزاب التي يتقدمها تيار «المستقبل»، والعائلات. (للمزيد) إلا أن ماكينات القوى الحزبية أخذت تعلن النتائج غير الرسمية استناداً إلى تقارير مندوبي اللوائح في دوائر الفرز. وكان جمال عيتاني رئيس لائحة «البيارتة» أعلن فوزها فجر أمس، وكرس زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ذلك مساء أمس بكلمة هنأ فيها «بيروت التي قالت كلمتها بالسياسة، وأهلَها والبيارتة الذين اختاروا خطهم ومشروعهم في السياسة» ومد يده للمنافسين. وكذلك فعل «حزب الله» وحركة «أمل» بالنسبة إلى البقاع، حيث أثبت بعض اللوائح المعارضة لتحالفهما وجوداً في بعض البلدات، فيما أعلن عن فوز لائحة الأحزاب المسيحية في زحلة في وجه اللائحة المدعومة من الزعامة التقليدية لآل سكاف. وأخذت القراءة الأولية للنتائج، خصوصا في العاصمة، تظهر في الوسط السياسي، وأبرز خلاصاتها أن الحريري برهن عن قدرة زعامته الراجحة على استنفار مناصريه بقوة، ما رفع نسبة الاقتراع في العاصمة، المتدنية أصلاً، مقابل اعتقاد خصومه بأن شعبيته تراجعت نتيجة غيابه منذ عام 2011 عن البلاد، وأن النقمة على القيادات السياسية سمحت لرموز من المجتمع المدني عبر لائحة «بيروت مدينتي» أن يثبتوا وجودهم، بالنظر إلى حجم الأصوات التي نالوها، بينما تبين أن تحالف «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية» عجز عن استنفار الناخبين المسيحيين في العاصمة لمصلحة التحالف مع الحريري، خلافاً لنجاحه في زحلة... ويفترض أن تنعكس دروس هذه الخلاصات سياسياً، وعلى المناطق التي ستشهد انتخابات مقبلة. وكان الحريري هنأ «اللبنانيين بنجاح الاختبار الديموقراطي المشرّف وكل اللوائح التي فازت في الانتخابات وشاركت فيها في بيروت والبقاع، وخصوصاً في عرسال ومخاتير بيروت». وحيّا «أهل العاصمة والجيش وقوى الأمن الداخلي ووزير الداخلية وأجهزة الوزارة الذين أشرفوا على انتخابات نظيفة وديموقراطية». ولفت إلى أن «الانتخابات والحملة كانت مناسَبة لسماع كل الآراء والاختلافات»، مؤكداً أن «مجلسكم البلدي الجديد سيأخذ بكل الاقتراحات الإيجابية والبناءة». وقال: «الانتخابات في بيروت أصبحت خلفنا واليوم هناك صفحة سياسية جديدة». وتوجه إلى «الذين صوّتوا للائحة بيروت مدينتي» المنافسة قائلاً: «أنتم جزء من نسيج بيروت الاجتماعي والمدني والثقافي والشبابي، وقمتم بعمل ديموقراطي وحافظتم على طبيعة نظامنا السياسي وتشبهون أحلامنا وطموحاتنا، ربما قسوتم علينا في الكلام لكن هذه هي الحملات الانتخابية، وهذا حقكم، لكن حقيقةً أنتم تشبهوننا ولا تشبهون أبداً الذي حاولوا أن يزايدوا علينا بأصواتكم لهدف واحد هو كسر المناصفة، و «يمرّكوا» على البيارتة وبيروت وإرادتها السياسية». واعتبر أن «بيروت أكدت أن قرارها في يدها، وأن المناصفة خيار لا تتراجع عنه، ولا أحد يهزه أو يتلاعب به، والذين حموا قرار بيروت هم من كل أحيائها، هم البيارتة الذين يريدونها على صورة لبنان وعاصمة لكل اللبنانيين، ونحن فخورون بأننا عملنا على حماية وصية المناصفة كعنوان أساسي في المعركة، وإن كان مع الأسف لم يفهمه بعض القوى السياسية ولم يقدّره ولم يكن في مستوى ثقتكم فيها». وأسف لأن «بعض الجهات وصلت به المزايدة للمسخرة السياسية على البيارتة، وهذا مرفوض ومردود على أصحابه». وغمز من قناة شركاء في الائتلاف شطبوا اللائحة بالقول: «لائحة البيارتة شاركت فيها تشكيلة من معظم المكونات السياسية في العاصمة، ولكن البعض أحب المشاركة في الترشح على لائحة البيارتة والانتخاب للائحة ثانية». وتابع: «هناك حلفاء التزموا معنا بالكامل وصبوا أصواتهم للائحة ولهم التحية، وهناك حلفاء فتحوا خطوطاً لحساب مرشحين خارج اللائحة، ما كاد يهدد المناصفة، وهذا أمر لا يشرف العمل السياسي والانتخابي». وأَضاف:» تذكروا يا أهل بيروت عندما يتهمونكم بالعنصرية أو الطائفية، أنكم أنتم من حمى المناصفة، وهذا البيت (بيت الوسط) سيبقى بيت الجميع، وأنا سأبقى بخدمة الجميع». وتوجه لأهالي بيروت قائلاً: «أنا ونواب العاصمة سنعمل مع البلدية حتى لا يبقى في بيروت مناطق بسمنة ومناطق بزيت وشوارع بلا نظافة ومنازل بلا خدمات وشباب بلا ملاعب وعائلات بلا شاطئ نظيف ومساحات خضراء». وكان نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، أعلن عن فوز اللوائح المدعومة من الحزب في 80 بلدية وحصول خروق في ستة منها. ومن بين البلديات التي ربحها بريتال وبعلبك، اللتين شهدتا منافسة محتدمة ضد اللائحتين المدعومتين منه. ونالت اللائحة المعارضة في بعلبك 46 في المئة من الأصوات.