انتقد الفنان عبدالإله السناني الحال التي وصلت إليها الدراما المحلية واصفاً إياها بالنمطية والمكررة، واستغرب أن يطال التشابه كل أركان العمل الدرامي من القصة إلى السيناريو والحوار إلى الشخوص والكركترات وهو الشيء الذي أدى، بحسب السناني إلى تراجع مستوى الأعمال السعودية وبروز منافسيها خليجياً وعربياً. ويرى السناني في حديثه إلى«الحياة» أن وثائق ويكيلكس اشارت إلى أن نتائج الاستفتاءات والرصد ل 12 برنامجاً وعملاً أميركياً من مسلسلات وأفلام، أوضحت أن 80 إلى 98 في المئة من الجمهور يشاهدها بنسب متفاوتة. وأضاف السناني: «هذا يدل بشكل قاطع على أن السعوديين لا يشاهدون برامجهم المحلية، وهو ما يثبت انعدام المنافسة مع البرامج والمسلسلات الأميركية مثل «أوبرا» و«فريندز» و«د.فيل» و«الهروب الكبير» وغيرها، وهو ما نتج عنه بشكل طبيعي كسب تلك الأعمال القدرة على تغيير المجتمع السعودي بعكس حال أعمالنا، بحسب ما أشارت إليه الوثائق، وهو ما فتح المجال أمام الدراما التركية وربما الإيرانية لاحقاً والكورية، وهي كارثة بحق». ويرى السناني أن الوسط الفني السعودي يعاني من أمية مفرطة في ظل غياب المؤسسات والمعاهد الأكاديمية الفنية الموجودة، والتي تلعب دوراً في تطوير المشهد في عدد من الدول العربية. واعتبر السناني المعدل السنوي للإنتاج المحلي من الأعمال الدرامية مخجلاً إذا ما قورن بنظيره من الأعمال السورية والمصرية، مضيفاً: «يتجاوز مجموع الإنتاج المصري الألفي ساعة، ويقترب الإنتاج السوري من النصف، وبمقارنة بإنتاج السعودية، فهذا أقل من عشر هذه الأرقام وهو أمر مخجل حقاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن عدداً كبيراً منها ينتج برؤوس أموال سعودية». واستغرب السناني امتناع التلفزيونات العربية عن عرض أي عمل سعودي على رغم عرض التلفزيون السعودي الحكومي لأعمال خليجية وسورية ومصرية بشكل دائم وأضاف: «ربما كان مسلسل«أصابع الزمن» للفنان محمد حمزة مطلع الثمانينات هو الاستثناء، إذ عرض بحسب ما أعرف في أكثر من قناة عربية، التلفزيون السعودي والذي يعرض أعمالاً عربية بمختلف الأشكال يرى بأن الدراما السعودية لا تصلح لأن تكون سفيرة وواجهة حضارية للأسف، ولذلك لا نشاهد الأعمال السعودية في المعارض التي تقام في الخارج». وطالب السناني وزارة الثقافة والإعلام بالإسهام في توطين بعض الكوادر الفنية في الوسط الفني مثل مهندسي الصوت والإضاءة والديكور والمخرجين ومساعديهم وقال السناني: «لدينا 23 جامعة جميعها تضم أقساماً للإعلام، أين يذهب خريجوها؟، بدلاً من أن ندخل في إشكالية الاستقدام والتأشيرات لبعض الكوادر كما يحصل حالياً، فمن الأفضل توطينها». ولفت السناني إلى المشكلة الأكبر، بحسب رأيه، التي تواجهها الدراما السعودية حالياً وهي رغبة كل النجوم في أن يصبحوا منتجين، الظاهرة التي يصر على تصنيفها كعادة غير صحية تسهم في تردي الأعمال المقدمة موضحاً أن «العمل الفني عمل جماعي، خذ مثلا فيلم «العرّاب» الأميركي، جمع في بطولته أكثر من 32 نجماً خلال 3 أجزاء، وهذا يرجع إلى وعي الفنان بالدرجة الأولى، فاليوم أصبح الفنانون المنتجون يبحثون عن المخرجين والفنانين الأرخص سعراً لأعمالهم، بعيداً عن الجودة، والأمثلة كثيرة. أين حاتم علي من الدراما السعودية أين شوقي الماجري مثلا؟». يذكر أن الفنان عبدالإله السناني انتهى أخيراً من تصوير عدد من الحلقات ضمن الجزء الثامن عشر من مسلسل طاش، كما ينتظر عرض مسلسل «من عيوني» خلال شهر رمضان، والذي يجمعه بالفنان حسن عسيري ونجم الكوميديا المصري سعيد صالح لأول مرة.