اختلفت الآراء بشأن أعمال الدراما السعودية هذا العام ما بين المدح والذم، وما بين السلب والإيجاب، حيث أكدت الفنانة أمينة العلي أن الدراما السعودية تعيش طفرة لاسيما في الإنتاج والموضوعات التي تناقشها، فمسلسل "لعبة المرأة رجل" على سبيل المثال مقتبس عن رواية سعودية ناجحة وسيحقق نقلة نوعية في الدراما السعودية، وهو من أضخم الإنتاجات الخليجية. وأوضحت مدى تفاؤلها بهذا العمل، في حين أشارت إلى أن المسلسلات السعودية مازالت قليلة مقارنة بدول عربية أخرى. إشادة كما أشاد مؤلف مسلسل "كلام الناس" علاء حمزة بالرقابة الفنية السعودية، وأكد على أنه لم يكن يتوقع أن تتعامل رقابة التليفزيون السعودي بهذا المستوى الواعي والمتحضر مع المسلسل، على الرغم من كم الانتقادات اللاذعة التي تتضمنها كل حلقة من حلقات المسلسل الذي يتناول منطقة محظورة في الإعلام السعودي حول واحدة من أكثر القضايا الاجتماعية حساسية، وهي تعرّض العديد من الأطفال للتحرش الجنسي. حرية كما امتدح الكاتب ندا الظفيري هامش الحرية المرتفع داخل التلفزيون السعودي واعتبره الأعلى في الخليج، وأضاف أن هناك خطوطا حمراء يعرفها الجميع ولا يمكن تخطيها، ولكن ذلك لا يمنع من تقديم عمل جريئ ومنافس قوي على مستوى الدراما الخليجية. تميُّز كما أكد المدير التنفيذي لشؤون الإذاعة والتلفزيون ومدير قناة دبي، علي الرميثي، أن الدراما السعودية تحقق قفزات نوعية لتحقق مكانة أكثر تميزا بين الدراما الخليجية والعربية. شبابية وأشاد الممثل فيصل العمري بالحركة الشبابية التي دخلت على الدراما والإنتاج السعودي في الآونة الأخيرة. وقال إن هذه الحركة ستضفي على الدراما نوعاً من التنوع في الإنتاج والتصور الفني الجديد مثل ما يقدم في مسلسل (شباب البمب) الذي ينتجه ويقوم ببطولته فيصل العيسى ومجموعة كبيرة من النجوم الشباب، وهو عمل منوع من التراجيديا والفنتازيا وطرح القضايا الاجتماعية ومناقشتها بأسلوب سينمائي حديث ومختلف تماماً عن أي عمل سعودي آخر. انتقاد وعلى صعيد آخر وجّه الفنان عبدالإله السناني انتقاداً لاذعاً لكُتاب الأعمال الدرامية، وقال لا يوجد في المملكة سوى خمسة كتاب، ولم يسبق لأحد منهم أن كتب رواية واحدة في حياته. وتساءل "كيف يكون لدى كتابنا القدرة على إعداد الهيكل والبناء الدرامي، وهم لم يكتبوا الرواية"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن عمل "واي فاي" الرمضاني، شارك في كتابته 14 كاتباً إضافة إلى روائية. وانتقد السناني "الهجمة" التي تعرض لها مسلسل "عمر" حتى بلغ بأحدهم إعلانه التبرع بقيمة المسلسل بغرض إيقافه، وقال "كان من الأجدى أن يقول سأنتج مسلسلاً للرد على الأخطاء الواردة فيه إذا كان يرى ذلك"، موضحاً أن العمل التاريخي معرّض للأخطاء تماماً مثل الكتاب، وانتقد في ذات الوقت غياب الأعمال التاريخية عن الإنتاج السعودي. وقال "لماذا نسمح للآخرين أن يكتبوا تاريخنا، ونهمل نحن ذلك"، وأبدى استغرابه من وجود أكثر من 30 قناة سعودية، وأخرى يمولها المال السعودي، لم تفكر في إنتاج فيلم تاريخي. تراجع وقال الممثل الكويتي عبد الرحمن العقل، إن من اسباب تراجع الدراما أن الممثل حالياً يبحث عن الكم وليس الكيف، إضافة إلى القنوات الفضائية التي أتاحت الفرصة للتراجع بسبب تعاقدها مع اسم البطل دون الرجوع إلى كتابة المسلسل. كما أكد المخرج برجس العمراني أن المشهد الدرامي السعودي يخلو من الأعمال التدراجيدية التي تناقش قضايا اجتماعية هامة مما دفعه إلى إخراج مسلسل "نساء من زجاج" في شهر رمضان الحالي الذي يناقش مشاكل المطلقات في المجتمع وهو من الموضوعات التي لا تهتم بمناقشتها الدراما السعودية والخليجية. استقطاب كما أكدت الفنانة السعودية ميسون الرويلي أن الفنانات السعوديات لم يجدن أية فرصة فنية داخل المملكة على عكس الدول الأخرى. وأوضحت أن الدراما السعودية لا تستقطب فناناتها وتعتمد على الفنانات من البحرين. وأشارت إلى أنها لا تجد فرصة للعمل إلا عن طريق العلاقات الشخصية على الرغم من امتلاكها موهبة كبيرة.