وصفت معلمات شملتهن حركة النقل الداخلي هذا العام، بأنها «مدروسة»، وتماشت مع مطالبهن، بعد «تظلمات» عدة، تلقتها مكاتب التربية والتعليم في المناطق، مع معلمات لم تشملهن الحركة في السنوات السابقة، أبدين فيها مخاوفهن من ان يتسبب بقاؤهم في مناطق بعيدة عن سكناهن في «ارتفاع وتيرة الخلافات الأسرية»، إضافة إلى كونهن عرضة إلى الحوادث المرورية. ولم تصدر الحركة بعد، إذ توقعت مصادر في الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، صدورها في غضون يومين. بيد ان عدداً من المعلمات استطعن الاطلاع على أسمائهن فيها. وأبلغت معلمات جرى نقلهن، «الحياة»، أن «الحركة هذا العام، جاءت متماشية مع ظروف المعلمات، والمطالب التي تقدمن بها». وقالت المعلمة فاطمة جاسم: «أعمل في مدرسة في محافظة النعيرية، وتم نقلي إلى الأحساء، بناءً على طلبي، بعد أن واجهت مخاطر عدة، بسبب التنقلات وعنائها»، مضيفة «أتقدم سنوياًََ، بطلب نقل، وهذه المرة هي الخامسة على التوالي». وقالت معلمة أخرى، ورد اسمها في حركة النقل: «لاحظت أن حركة النقل جاءت أكثر شمولية، وتراعي اعتبارات عدة، ما أدى إلى بث نوع من الاطمئنان بين صفوف المعلمات، وقللت من الإحساس بالخطر، الذي عانينا منه كثيراً، بسبب الحوادث المرورية، والخلافات الأسرية». وتسرد معلمة أخرى، قضيتها مع الخلافات الأسرية التي تم حلها أخيراً، لشمولها في حركة النقل الداخلي. وتقول: «الخلافات كادت تصل إلى حد الطلاق، أو ترك العمل، إذ خيرني زوجي بينهما، بسبب تنقلي من الدمام إلى الأحساء، لمدة ثلاث سنوات، ولم احصل على النقل إلا في هذا العام»، مضيفة ان «تلبية رغبات المعلمين والمعلمات، هو مصداق لما قاله وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، بأن هذا العام هو عام المعلم». وذكرت المشرفة التربوية منى العبدالله، أن «حركة النقل الداخلي هذا العام حققت أعلى نسبة شمولية، وراعت حالات عدة»، لافتة إلى شكاوى عدة «وصلت إلى إدارات التعليم في المناطق في هذا الشأن. وشددت الوزارة على أهمية النظر في الظروف الخاصة أثناء إنجاز حركة النقل الداخلي، وفق معايير إضافية، اختلفت عن الأعوام السابقة». ومن أبرز المعايير «المفاضلة، إضافة إلى رصد الحالات الخاصة، ومن مرت في ظروف صعبة، أو تعرضت إلى حوادث مرورية، إضافة إلى الحالات المرضية والاجتماعية، وكل ذلك أخذ في عين الاعتبار. وتمت معالجته وفق آليات نظرت في الجوانب كافة». بدورها، أكدت الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، أن «حركة النقل الداخلي صدرت للمعلمين، وستصدر خلال يومين للمعلمات». وتعقيباً على ما ذكرته المعلمات، أوضح مصدر في الإدارة أنه تم «التنسيق مع مكاتب التربية والتعليم في الشرقية، لجعل الحركة أكثر شمولية، وتراعي الحالات الخاصة والإنسانية، بعد أن وضعت اشتراطات لذلك، وهو ما لُمس في شكل جلي من خلال حركة النقل في محافظة الأحساء».