بحث مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي جون برينان أمس في صنعاء تطورات الأزمة الراهنة في اليمن وخطوات الانتقال السلمي للسلطة وملف مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التحقيقات في حادث تفجير مسجد دار الرئاسة الذي أستهدف الرئيس علي عبد الله صالح وعدداً من كبار قيادات الدولة مطلع الشهر الماضي. والتقى برينان كلاً من نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ووزير الخارجية أبو بكر القربي ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء أحمد علي الأشول ونجل الرئيس قائد الحرس الجمهوري العميد أحمد علي عبد الله صالح. وكان مقرراً أن يجري محادثات مع قيادات أحزاب المعارضة في وقت لاحق أمس. وتأتي زيارة برينان إلى صنعاء بعد يوم على لقائه الرئيس صالح في مستشفاه بالرياض في إطار الجهود الأميركية لحل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية وتجنيب البلد مخاطر الانزلاق إلى الفوضى ومصاف الدول الفاشلة، في ضوء المخاوف الأميركية والدولية والإقليمية من تحويل اليمن ملاذاً آمناً لتنظيم «القاعدة». وفي هذا السياق، قالت وكالة أنباء «سبأ» الرسمية إن هادي بحث مع المسؤول الأميركي عدداً من القضايا المتصلة بالعلاقات بين البلدين، وعبر عن تقديره لاهتمام الولاياتالمتحدة بمجريات الأحداث في البلاد، خصوصاً في هذا الظرف العصيب. وأضافت انه اكد معالجة الكثير من الأمور وصولاً إلى التهدئة الإعلامية والأمنية واللقاءات مع المعارضة بكل أطيافها بما في ذلك الشباب، وأشار إلى «شبه اتفاق على الحوار بأسلوب جاد وبخطة جديدة بما يؤدي إلى الوئام والسلام وتجنيب اليمن المآسي وويلات الحروب». وقالت الوكالة أن برينان عبر عن تقدير واشنطن للجهود الكبيرة التي يبذلها نائب الرئيس لمعالجة الأزمة، واكد إن الحوار والتوافق هما الأسلوب الأمثل لصنع السلام في اليمن والتعامل مع المبادرة الخليجية بصورة إيجابية، موضحاً انه «تحدث مع الرئيس صالح في هذا الموضوع ولمس تجاوباً كبيراً». وبحث برينان مع الأشول بحضور نجل الرئيس العميد أحمد علي صالح التعاون المشترك، خصوصاً في مجالات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات والمعلومات العسكرية في مجال مكافحة الإرهاب، وأكد أن بلاده شريكة لليمن في الكثير من القضايا وفي مقدمها محاربة تنظيم «القاعدة». من جهة ثانية، نشر أحد المواقع التابعة لتنظيم «القاعدة» في اليمن، صوراً لمجموعة من أخطر السجناء الفارين من سجن المكلا في محافظة حضرموت (شرق اليمن) منتصف الشهر الماضي، قال إنها التقطت لهم أثناء مثولهم أمام المحكمة. وهي المرة الأولى التي تنشر صور للفارين الذين قالت السلطات اليمنية إن من بينهم عناصر خطرة تنتمي إلى خلية «تريم» الإرهابية، لا سيما «غالب باقعيطي» وكنيته «أبو هاجر الحضرمي» والذي يقال إنه أحد أبرز المتشددين الجهاديين.