اعتذر رئيس مجلس إدارة «فايسبوك» مارك زاكربرغ أمس (الثلثاء)، امام مجلس الشيوخ في إطار الفضائح التي تهز شبكة التواصل الاجتماعي، تاركاً بعض الاسئلة من دون اجوبة، على ان يرد مجدداً اليوم على اسئلة البرلمانيين الأميركيين. وواجه زاكربرغ على مدى خمس ساعات اسئلة كثيرة طرحها اعضاء مجلس الشيوخ حول ادارته لمشكلة سوء استخدام منصته، ولمسألة حماية البيانات الشخصية، وصولاً الى التلاعب السياسي. وقدم زاكربرغ اعتذاراته الشخصية، لأنه لم يدرك بسرعة الى اي حد يمكن التلاعب بشبكة «فايسبوك». وقال: «هذا خطئي. وانا آسف على ذلك»، مضيفاً «نحتاج الى وقت لإنجاز كل التغييرات الضرورية» للحد من سوء استخدام الشبكة، معدداً الإجراءات المتخذة والتي ستتخذ لتصحيح المسار. ورد بشكل مفصل على غالبية الأسئلة، لكن ظهرت عليه في مرات عدة مؤشرات الى عدم فهم، لا بل نفاذ صبر حيال البرلمانيين الذين ابدى بعضهم عدم إلمام بالرهانات التكنولوجية في النقاش الدائر. وأكد ان شبكته «آمنة»، على رغم كل القضايا المثبتة بالتلاعب وتحويل بيانات المستخدمين الشخصية، وما حصل مع فضيحة «كامبريدج اناليتيكا». وأشار الى مدى صعوبة مكافحة التلاعب السياسي، متحدثاً عن «سباق الى التسلح» لمواجهة «اشخاص في روسيا مهمتهم استغلال انظمتنا». من جهة اخرى، قال ان «مجموعته تعمل مع المدعي العام الخاص روبرت مولر»، الذي يعتبر ان الإنترنت ولا سيما "فايسبوك" شكلتا منصة لعملية دعائية واسعة النطاق مصدرها روسيا خلال الحملة الرئاسية الأميركية في العام 2016 التي فاز فيها دونالد ترامب. وقال زاكربرغ: «إنني نادم كثيراً على بطئنا في رصد التدخل الاجنبي عبر الشبكة خلال الحملة الانتخابية»، ملمحاً الى انه لا يعارض «تنظيماً» لعمل مجموعات الإنترنت، وفق احتمال تطرق اليه برلمانيون عدة خلال الجلسة «في حال كان جيداً». وأكد ان شبكة التواصل الاجتماعي التي لديها اكثر من بليوني مستخدم ليست «احتكاراً»، من دون ان يتمكن من ذكر اي منافس. وأعرب الكثير من البرلمانيين عن «تشكيكهم» امام اجوبة زاكربرغ الذي رد في مرات عدة بالقول «لا اعرف»، امام اعضاء مجلس الشيوخ والصحافيين الكثيرين الحاضرين. وقالت السنتاتورة كامالا هاريس: «خلال جلسة الاستماع طرحت عليك اسئلة تتعلق بقضايا اساسية، لكنك لم تقدم اي جواب عنها». وواجه زاكربرغ صعوبة خصوصاً في تبرير عدم اقدام «فايسبوك» اعتباراً من العام 2015 على تعليق عمل «كامبريدج اناليتيكا» وعدم ابلاغها الهيئة الناظمة للتجارة ولا المستخدمين بأن بياناتهم تحول لغرض آخر. وأجاب «كان ينبغي ان نعلق عملها. ارتكبنا خطأ»، مضيفاً انه كان على قناعة في تلك الفترة ان القضية طويت عندما اكدت الشركة انها حذفت البيانات. وأقر «كان ينبغي الا نكتفي بجوابهم». واضطر زاكربرغ مرات عدة الى توضيح كيفية تعامل مجموعته مع البيانات التي يتشاركها المستخدمون عبر الشبكة. وأكد «نحن لا نبيع بيانات الى شركات الإعلانات»، مشيراً الى انه يسمح لها باستهداف المستخدمين بدقة بفضل بيانات تملكها «فايسبوك»، مضيفاً «ذلك يسمح للرسائل الموجهة ان تكون فعالة اكثر» وطرح أعضاء مجلس الشيوخ اسئلة كثيرة عليه حول عدم الوضوح في شروط الاستخدام. وقدم زاكربرغ اعتذارات كثيرة منذ الكشف عن الفضيحة في منتصف الشهر الماضي، ما أثرت في صورة المجموعة وأدت الى تراجع اسهمها في البورصة، لكن سهم «فايسبوك» ارتفع أمس في السوق المالية بنسبة 4.50 في المئة.