بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، مع نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليديس سبل تعزيز التعاون على كل المستويات ومواجهة التحديات التي تواجه البلدين في إطار حفظ السلم والأمن شرق المتوسط، كما تطرق اللقاء الذي جاء في إطار توطيد التعاون الثنائي بين البلدين، إلى عدد من القضايا الإقليمية وأبرزها القضية الفلسطينية. وقال الناطق باسم الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، إن شكري أكد متانة العلاقات بين البلدين اللذين تجمعها أواصر تاريخية ممتدة تنعكس على مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية. وعن العلاقات المصرية- الأوروبية، أكد شكري التزام مصر بالإطار التعاوني القائم بين شمال المتوسط وجنوبه، وكذلك تمسكها بالمرجعيات التعاقدية المنبثقة عن مسار التعاون الأوروبي المتوسطي منذ تدشين عملية برشلونة عام 1995 بمساراتها السياسية والاقتصادية، والتي راعت منذ بدايتها خصوصية علاقات التعاون بين ضفتي المتوسط لتعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق المصالح المتبادلة. وثمن وزير الخارجية القبرصي علاقات بلاده مع مصر والتي تعد شريكاً أساسياً على كل المستويات، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية شهدت دفعة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً في أعقاب الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها رئيس مصري إلى قبرص في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017. وتوقع أن تشهد هذه العلاقات المزيد من التقدم والتطوير خلال المرحلة المقبلة، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال آلية التعاون الثلاثي التي تجمع مصر وقبرص واليونان والتي تعد أول آلية للتعاون الثلاثي يتم تأسيسها في المنطقة. وأضاف الناطق باسم الخارجية، أن الوزير القبرصي أحاط شكري بالتحديات الأمنية التي تواجه بلاده في التنقيب عن الغاز في مياهها الإقليمية، كما ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة، فضلاً عن متابعة مشاريع التعاون في مجالات الزراعة والتعليم والتصنيع. وعقد الوزيران مؤتمراً صحافياً مشتركاً عقب الاجتماع، وقال شكري: «بحثنا في تحديات تواجه البلدين في إطار حفظ السلم والأمن شرق المتوسط، الأوضاع في سورية في ظل التوتر الراهن هناك، والقضية الفلسطينية بأبعادها كافة، كما بحثنا في العمل المشترك لاستمرار الدفع لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس. وثمّن شكري الدور القبرصي في تعريف دوائر الاتحاد الأوروبي بما يجري في منطقة شرق المتوسط، مشيراً إلى أنها تلعب دوراً مهماً في دعم التوجهات المصرية داخل الاتحاد، لافتاً إلى حرص مصر على استمرار التفاعل الإيجابي مع قبرص بما يحقق المصالح المشتركة.