لفت معهد «مشروع الكربون العالمي» لبحوث الطاقة، إلى أن انبعاثات الغازات المرتبطة بظاهرة «الاحتباس الحراري» نمت بنسبة قياسيّة بلغت 2.1 في المئة خلال السنوات الأخيرة، بل وصلت تلك الزيادة إلى قرابة 58 في المئة عما كانت عليه عام 1990. وصدرت 57 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة العالميّة المذكورة عن دول نامية، علماً بأن الصين والهند مسؤولتان عن ما يزيد على ثلث انبعاثات الكربون في أرجاء الكرة الأرضيّة. ويتأتّى القسم الأكبر من الارتفاع في استهلاك الطاقة في الدول النامية من النمو السكاني. إذ يتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص المولودين في 34 دولة خارج نطاق «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» بما يزيد على الضعف ما بين العامين 2010 و2040. إلا أن ما يزيد المشكلة حدّةً هو مستويات استهلاك الطاقة للفرد التي يتوقع أن ترتفع بحدّة في الدول النامية، مع زيادة ثروتها وتوق مواطنيها لشراء السيارات، واستخدام أجهزة تكييف الهواء، واستعمال أجهزة كهربائيّة وإلكترونيّة متنوّعة وغيرها. وفي المقابل، تشير توقعات «الإدارة الأميركية لمعلومات الطاقة» إلى أن مستويات استهلاك الطاقة للفرد ستبقى مستقرة في دول «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» خلال السنوات الثلاثين المقبلة، ولكنّها سترتفع بما يقارب 46 في المئة في الدولة النامية. وورد في التقرير أيضاً أنه «في حين تواصل الدول الواقعة خارج نطاق «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» مساراً من النمو السريع نسبياً، تتمكن تلك الدول عينها من إنفاق مبالغ إضافيّة على خدمات مُسْتَهْلِكَة للطاقة». وفي المقابل، ثمة أشياء جيّدة نسبيّاً. إذ تفيد التوقعات بأنّ مستويات استهلاك الطاقة مقارنة بإجمالي الناتج محلي ستتراجع عالمياً خلال العقد المقبل، وربما وصلت إلى نقطة التعادل بين الدول المتقدمة والدول النامية بحلول عام 2040.