كان لافتاً أن المجزرة التي نفذتها قوات النظام السوري بالغازات السامة في حق مدينة دوما السبت، تزامنت مع الذكرى الأولى لقصف أميركا مطار الشعيرات (جنوب شرقي حلب) في وسط سورية، رداً على مجزرة الكيماوي في خان شيخون. وأطلقت البحرية الأميركية في 7 نيسان (أبريل) العام الماضي، 59 صاروخ كروز من طراز توماهوك رداً على هجوم كيماوي نفذه النظام قبلها بأيام، وصف من بين الأعنف في سورية، في حق خان شيخون، والذي راح ضحيته 87 شخصاً وإصابة 400 آخرين بالاختناق. وتسببت الضربة الأميركية لقاعدة الشعيرات في تدمير تسع طائرات حربية، ومقتل سبعة عسكريين بينهم ستة ضباط، إلى جانب أضرار مادية أخرجت المطار عن الخدمة. ومنذ بدء النزاع في آذار (مارس) عام 2011، واجهت قوات النظام مرات عدة اتهامات باستخدام الأسلحة الكيماوية. وقالت «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» في عام 2014 إنها حققت في سبعين هجوماً بغازات في سورية من أصل 370 بلاغاً. البداية كانت في 21 آب (أغسطس) عام 2013، عندما شنت قوات النظام هجوماً على الغوطة الشرقية ومعضمية الشام قرب دمشق، وأكدت المعارضة المسلحة أن غاز السارين استخدم فيه، ما نفاه النظام. لكن الولاياتالمتحدة أكدت في نهاية آب ب «قناعة راسخة» أن النظام مسؤول عن الهجوم الذي أوقع 1429 قتيلاً بينهم 426 طفلاً. قبل أن تنشر الأممالمتحدة في 16 أيلول (سبتمبر)، تقريراً لخبرائها الذين حققوا في الهجوم، يتضمن «أدلة واضحة» على استخدام غاز السارين. لكن قبل يومين، أدى توقيع اتفاق أميركي- روسي في جنيف حول تفكيك الترسانة الكيماوية السورية، إلى إبعاد خطر ضربات كانت تعتزم واشنطن وباريس توجيهها لنظام دمشق. وفي 21 تشرين الأول (أكتوبر) 2016 صدر تقرير عن لجنة التحقيق المشتركة يفيد بأن قوات النظام السوري شنت هجوماً بالسلاح الكيماوي مستخدماً مادة الكلور في بلدة قميناس في محافظة إدلب في آذار 2015. وفي 4 نيسان 2017، استهدفت غارة جوية مدينة خان شيخون في محافظة إدلب.