واجه ملايين الركاب الفرنسيين موجة أخرى من الإضرابات في قطاع النقل اليوم (الأحد)، مع احتجاج عمال السكك الحديد على خطط الرئيس إيمانويل ماكرون للاصلاح الاقتصادي وحذرت بعض النقابات من أنها قد تصعد من إضرابها. وبدأ عمال السكك الحديد الأسبوع الماضي سلسلة من الإضرابات لمدة ثلاثة أشهر بسبب خلاف يتعلق بخطط الحكومة إجراء تغييرات في «الشركة الوطنية للسكك الحديد» (إس إن سي إف) في أكبر تحد حتى الآن لمحاولات ماكرون تحديث الاقتصاد الفرنسي. وقالت الشركة إن من المتوقع أن يشارك في الإضراب اليوم ما يزيد قليلاً عن ثلث عدد العمال المطلوب لتسيير الخدمة بسلاسة وهو ما يعد انخفاضاً في نسبة المشاركة مقارنة بإضراب سابق استمر 48 ساعة الثلثاء والأربعاء الماضيين. لكن بعض النقابات العمالية أشارت بالفعل إلى أنها ستشدد من مواقفها مع وصول مفاوضات مع وزراء في شأن الإصلاحات إلى طريق مسدود. وقال مسؤولون في «الرابطة العامة للعمال»، وهي نقابة ذات جذور شيوعية، الجمعة إن الإضرابات قد تستمر إلى ما بعد حزيران (يونيو) المقبل إذا لم يتغير شيء. ودعت النقابات العمالية حتى الآن إلى الإضراب لمدة يومين من كل خمسة أيام حتى نهاية حزيران (يونيو) المقبل احتجاجاً على تغييرات في الشركة «الوطنية للسكك الحديد». وتشمل التغييرات إلغاء التقاعد المبكر لعمال السكك الحديد. وتقول الحكومة إن مثل تلك الإصلاحات ستساعد في تحويل الشركة التي تحمل أعباء ديون ضخمة إلى خدمة عامة تدر ربحاً. ورد العمال بشكاوى من أن الشركة يتم تفكيكها لتمهيد الطريق لخصخصتها. وقالت الحكومة حتى الآن إنها ستتمسك بموقفها في شأن النقاط الرئيسة في خطة الاصلاح. وقال رئيس الوزراء إدوار فيليب في مقابلة نشرتها اليوم صحيفة «لو باريزيان»: «الوضع الراهن غير قابل للاستمرار... الأمر عاجل.. نحتاج للتقدم ويجب أن يعلم الجميع أننا عازمون على تنفيذ ذلك إلى النهاية».