واشنطن - «نشرة واشنطن» - اضطرت قرية بأكملها في جزيرة فانواتو في المحيط الهادئ أن تنتقل إلى مكان آخر بسبب ارتفاع منسوب البحر عام 2005، فنقل 14 منزلاً وكنيسة في المجتمع المحلي الصغير في لاتو، الذي يقطنه 100 شخص، إلى أرض أكثر ارتفاعاً، وهو الحدث الذي أصبح يعرف ب «التغير المناخي الأول» الذي أدى إلى نزوح بلدة بأكملها. ومنذ ذلك الحين، تصدرت دول جزر المحيط الهادئ المنخفضة برامج وسائل الإعلام عالمياً، حيث بدأ يتزايد الوعي العالمي لأزمة المناخ المتصاعدة. ويقول خبراء إن بلداناً بكاملها تتعرض لخطر ابتلاع البحر لها جراء ذوبان القطبين الشمالي والجنوبي وارتفاع مستوى المحيطات. ويأتي تغير المناخ على رأس جدول الأعمال الأميركي، إذ زار مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ كيرت كامبل ومسؤولين أميركيين منطقة جزر المحيط الهادئ. وافاد كامبل في بابوا غينيا الجديدة بأن هناك اعترافاً واسعاً من قادة العالم بأن دول المحيط الهادئ في حاجة إلى مساعدة دولية للتعامل مع تغير المناخ على وجه السرعة. وتابع في حديث ل «راديو أستراليا»: «إننا جميعاً ندرك أن التحدي الذي يواجه جزر المحيط الهادئ هو تحد عميق». ويذكر ان «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» ستفتتح مكتباً في عاصمة جزيرة بابوا غينيا الجديدة، بورت مورسبي. وقال مساعد مدير «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، نيشا بيزوال، الذي رافق كامبل والأدميرال باتريك ولش من وزارة الدفاع الأميركية، إن المكتب سيوسع البرامج التي تركز على التحديات المتعلقة بالمناخ، لتشمل الأمن الغذائي. وأضاف: «استطعنا في الماضي إدارة برامجنا من بانكوك ومانيلا، لكننا نجد أن المسافات كبيرة جداً لدرجة لا تمكننا من الانخراط مباشرة مع الشعوب والحكومات في المحيط الهادئ، لذلك، اسسنا مكتبنا الإقليمي في بورت مورسبي». ومن بين البرامج الجديدة على قائمة «الوكالة» مبادرة تكلف 4 ملايين دولار في جزر فيجي وكيريباتي وساموا وجزر سولومون وتونغا وفانواتو لجعل الإنتاج الزراعي أكثر قدرة على التكيّف مع الطقس الحار وتسرّب الملح من البحر والظروف المناخية الجديدة. وستنسق الوكالة في إطار برنامج آخر قيمته مليونا دولار مع كل من كيريباتي وجزر سليمان وفانواتو وساموا لتدريب السكان المحليين على التكيّف مع تغيرات المناخ. وأوضح كامبل الذي تجوّل في منطقة المحيط الهادئ منذ 27 حزيران (يونيو) الماضي إنه يشعر بالقلق من إقامة مبان كبيرة ممولة أجنبياً في جزر عدة، إذ هي تهدر الطاقة في الوقت الذي يجب أن يكون فيه الاستهلاك المرَشّد للطاقة أولوية رئيسة عند شركات التنمية العقارية. وفوجئ الوفد باعتماد الجزر على النفط في إنتاج الطاقة، على رغم ارتفاع سعره علمياً. وتابع كامبل إن تشجيع استخدام الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الملائمة للبيئة سيكون محور تركيز الولاياتالمتحدة في «منتدى جزر المحيط الهادئ» الذي سيعقد في أوكلاند (نيوزيلندا) في أوائل أيلول (سبتمبر) المقبل. وأضاف: «نعتقد أنه يمكننا القيام بالمزيد من التعاون مع أستراليا ونيوزيلندا، والصين في شكل خاص، لضخ مزيد من الاستثمارات في مستقبل التكنولوجيا النظيفة في هذه المنطقة».