فيما تشير التقديرات المناخية إلى أن السعودية على أعتاب فصل شديد الحرارة، إذ تلامس درجات الحرارة سقف ال 50 درجة مئوية في بعض مناطق المملكة مع موجات غبار محتملة، شدد أطباء للجلد وخبراء في الأنسجة على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من الأمراض المترافقة مع فصل الصيف وعلى رأسها الحساسية والأمراض الجلدية. ويأتي الأطفال والمسنون وذوو البشرة الحساسة في صدارة قائمة المعرضين للإصابة بنوبات الأمراض الجلدية الصيفية التي قد تقلب نمط حياتهم نتيجة سلاسل متكررة من الالتهابات الفطرية أو الجرثومية، ما لم يتم الاستعداد لها باكراً بإبقاء أجسامهم باردة والابتعاد عن المواد المثيرة للحساسية في الألبسة والتي تكون عادة بسبب نوع القماش أو المواد المستعملة في الدباغة أو الأصباغ. وأفاد اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية الدكتور محمد عبدالفتاح أسعد بارتفاع أعداد حالات الإصابة بالأمراض الجلدية في فصل الصيف، فالأشخاص أكثر عرضة للإصابة بطائفة من الأمراض الجلدية في هذه الفترة، نتيجة التعرض المباشر لأشعة الشمس أو فرط التعرق أو ارتداء أقمشة مثيرة للتحسس، مضيفاً أن الدمامل العرقية والحكة وتهيج البشرة والأمراض الفطرية والكلف والأكزيما تظهر كأبرز أمراض الصيف، إذ يشكل ثنائي الحرارة والرطوبة بيئة خصبة لنمو وتكاثر البكتيريا والميكروبات. ودعا الدكتور أسعد إلى الحرص على ارتداء ألبسة من الأقمشة المصنعة خصيصاً من الألياف الطبيعية التي لا تسبب أي إثارة أو تهيج للجلد خصوصاً للأطفال والمصابين بالأكزيما أو الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض الجلدية، إضافة إلى غسلها جيداً بالماء والإكثار من شرب السوائل واستخدام الواقيات المناسبة من أشعة الشمس والاستحمام والترطيب اليومي. من جانبه، أشار خبير الأقمشة سالم العماري إلى أن توجه المستوردين إلى الأقمشة الطبية ذات الألياف الطبيعية النباتية التي يتم استيرادها من دول شرق آسيا والمعالجة خصيصاً لتتناسب مع من يعاني «الأكزيما» أو ذوي البشرة الحساسة أو من يعاني من حساسية الملابس يأتي في إطار استجابتهم للقفزات الثورية في عالم الأقمشة والملائمة للعوامل الجوية كافة المؤثرة في المنطقة. وأوضح العماري أن الأقمشة الطبية معالجة بحيث تسمح لنفاذ العرق من الجسم وبالتالي تمنحه البرودة والراحة طوال اليوم مهما بلغت درجة الحرارة، وتتميز في الوقت ذاته بعمليتها ومرونتها وهي مناسبة جداً لمن يتطلب عمله كثرة التنقل أو الحركة. وأكد تطور الثقافة الصحية للمجتمع ليشمل معرفة ما يجب وما لا يجب ارتداؤه من الأقمشة، خصوصاً لمن يعانون من حساسية الملابس، داعياً إلى تجنب الأقمشة الصوفية أو البوليستر أو المعالجة بالأصباغ، مع مراعاة العمر الافتراضي للأقمشة الذي يتراوح بين ستة أشهر و24 شهراً. يذكر أن الحساسية تعد السبب الأول والرئيس للأمراض المزمنة في الدول المتقدمة. وبحسب الإحصاءات والدراسات، يعاني 22 في المئة من سكان الكرة الأرضية من أمراض الحساسية، من بينها الحساسية الجلدية في ظل تزايد مطرد لأعداد المصابين بأمراض الحساسية سنوياً، فيما تقدر كلفة علاج الحساسية وحدها بثمانية بلايين دولار سنوياً، ما يستوجب ضرورة اتخاذ خطوات جادة للحد من تفشي الإصابات.