دعت أوساط سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى الحكومة الإسرائيلية إلى الشروع في اتصالات مع جهات في المعارضة السورية «كي تكون إسرائيل مستعدة لليوم التالي للأحداث العنيفة في سورية، أي لرحيل النظام الحالي، وذلك بهدف تقليص الأضرار بإسرائيل». وأفادت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية أمس أن هذه الدعوة جاءت ضمن مجموعة توصيات رفعتها أوساط سياسية رفيعة إلى الحكومة في ختام مداولات سرية أجريت في القدسالمحتلة أخيراً بمشاركة مسؤولين سياسيين كبار. وأضافت أنها المرة الأولى التي تقوم جهات سياسية وليست أمنية بتقديم مثل هذه التوصية (فتح حوار مع المعارضة السورية) منذ أن بدأت الازمة السياسية في البلاد. ووجه المجتمعون انتقادات لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بسبب عدم إجراء بحث جدي في «هيئة الوزراء الثمانية» أو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية حول الأوضاع في سورية. كما انتقدوا عدم بلورة الحكومة «موقف وطني شامل وتقديرات واضحة من تلك الأوضاع». وأشارت «معاريف» إلى أن الهدف من الاجتماع السري هو توصية بالسياسة المستوجب على الحكومة اتخاذها من النظام الحالي في دمشق، وحسم الموقف في شأن تأييد إسقاط النظام أو بقائه والتداعيات المتوقعة لتلك الأحداث على السياسة الإسرائيلية في المستقبل. وذكرت الصحيفة أن ثمة خلافات واضحة في الرأي بين المجتمعين في شأن الموقف الصحيح الواجب اتخاذه ويصب في مصلحة إسرائيل، إذ هناك من يعتقد أنه ينبغي على إسرائيل عدم فعل شيء في الوقت الراهن واتخاذ موقف المتفرج من التطورات، خصوصاً أن النظام السوري ما زال يحظى بالشرعية وفق ما قالوا، وأن هناك محاولات مختلفة للمصالحة بين المعارضين والمؤيدين للنظام داخل سورية ما يستوجب من إسرائيل دعم بقاء النظام. في المقابل رأى آخرون أن النظام فقد شرعيته. وأشار المجتمعون إلى أن خلافات مماثلة في وجهات النظر قائمة داخل الإدارة الأميركية.