أفاد تقرير إسرائيلي أن الحكومة الإسرائيلية منقسمة بشأن الأحداث في سورية وخصوصا ما يتعلق باحتمالات سقوط نظام الرئيس بشار الأسد لكن مسؤولين سياسيين دعوا إلى أن تبدأ تل أبيب بإجراء حوار مع المعارضة السورية استعدادا لاحتمال سقوط النظام. وذكرت صحيفة "معاريف" أمس أن هيئة إسرائيلية عقدت مداولات سرية في الأيام الأخيرة وشارك فيها مسؤولون سياسيون رفيعو المستوى وتم خلالها البحث في الوضع في سورية على خلفية الاحتجاجات وقمع التظاهرات ومستقبل النظام في دمشق. وقالت الصحيفة إن الهدف من هذه المداولات هو بلورة سياسة حول ما إذا كان ينبغي على (إسرائيل) تأييد إسقاط الأسد أو تأييد بقاء نظامه وانعكاسات السياسة التي سيتم إقرارها. وأشارت الصحيفة إلى أنه تبين من المداولات الإسرائيلية أن الآراء منقسمة حيال النظام السوري حتى الآن وأن قسما من المسؤولين الإسرائيليين يرون أنه يجب عدم القيام بشيء وانتظار التطورات. وقال قسم آخر من المشاركين في هذه المداولات إن نظام الأسد ما زال شرعيا مشيرين إلى وجود محاولات للمصالحة بين معارضي النظام ومؤيديه داخل سورية ولذلك فإنه ينبغي العمل من أجل بقاء النظام. واعتبر قسم ثالث من المسؤولين الإسرائيليين أن الأسد "فقد شرعيته وفاعليته". وتناولت المداولات الموقف الأميركي من الأحداث في سورية، وأشار المشاركون إلى أن الآراء منقسمة في الإدارة الأميركية أيضا حيال "الحاجة إلى إسقاط الأسد". وقال مسؤولون سياسيون شاركوا في المداولات الإسرائيلية إن على إسرائيل البدء في إجراء محادثات مع جهات في المعارضة السورية من أجل الاستعداد لمرحلة ما بعد الأحداث العنيفة في سورية. وهذه المرة الأولى التي يوصي فيها مسؤولون سياسيون، وليس عسكريين، بأن تجري إسرائيل اتصالات مع جهات في المعارضة السورية بهدف تقليل الأضرار التي قد تلحق بإسرائيل في حال تغير النظام. وتعالت انتقادات شديدة خلال المداولات على خلفية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يعقد حتى الآن أي مداولات حول الوضع في سورية في هيئة "السباعية" الوزارية أو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية. كذلك تم توجيه انتقادات بسبب عدم بلورة تقييم الوضع الاسرائيلي في هذا السياق حتى الآن.