«قلة المصادر أحياناً تكون نقطة قوة»... هكذا يقول الفنان العماني صالح الشكيري الذي يشارك بعمل عنوانه «صدى الحروف» في الدورة الحالية من «ملتقى الشارقة للخط» الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة. هو خطاط من التيار الأصيل للخط العربي بأنواعه المختلفة، إضافة إلى الاتجاهات الحديثة في التشكيل الحروفي رسماً ونحتاً. يحمل شهادة في إدارة الأعمال الدولية والكومبيوتر برتبة شرف، وعضو في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية. عام 2004، نال جائزة لجنة التحكيم في بينالي آسيا العاشر في بنغلادش والجائزة البرونزية في المعرض الثالث للخط العربي والتشكيلات الحروفية في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية عام 2008. عام 2009، رأس لجنة التحكيم في مسابقة الدولفيك العالمية في كوريا الجنوبية، وأقام معارض فردية وجماعية في أنحاء العالم. يقول الشكيري ل «الحياة»: «كان اختيار اللون تحدياً مناسباً لي لأني أردت التميز من خلال انعكاس الألوان (الغرفة المعروضة فيها الأعمال لونها داكن أما اللوحات فبيضاء) عندما يدخل الزائر ليرى عملي. عندما يدخل أحد الغرفة، يمكنه رؤية ثلاثة أعمال في الوقت نفسه أي لوحة في الوسط ولوحتين من اليمين واليسار، وما أردته من هذا العمل هو إبراز صوت الحرف. الأخير ليس مجرد ألف أو باء أو أي لفظة لأي حرف آخر». ويضيف: «أردت أن أجعل الجمهور يتفاعل مع العمل من خلال إبداء إحساسه تجاهه، لذلك سمّيته صدى الحروف». العمل الذي عمل الشكيري ستة أشهر لإنهائه، تدخل فيه مواد كثيرة أبرزها الخشب الذي استخدمه الفنان بوفرة. وعن الذهاب إلى عالم الحروف والفن التشكيلي يقول: «وجدت نفسي في هذا المجال. منذ صغري شعرت بارتباط قوي يجمعني بالحروف العربية وخطوطها، وكنت أطمح إلى تعلّم القواعد الدقيقة لهذه الأحرف وأشكالها والطريقة التي يجب أن تُكتب بها، وكانت قلة المصادر إحدى نقاط قوتي، إذ سمح لي هذا الشح بالتجريب والتعلم والبحث مطولاً لمعرفة المزيد. وأعقب ذلك انضمامي إلى المعهد العماني للخط العربي، ثم بدأت البحث عن طرق حديثة ومختلفة للقيام بعملي والتعبير عن الحروف العربية التي أصبحت الوسيلة لتجسيد ما يجول في ذهني. شرعت في استخدام هذه الحروف بطريقة غير مقروءة إذا لم يجر التركيز عليها لفترة طويلة. وفكرت في تقديم عملي بطريقة تحفّز الناس على التواصل شعورياً مع لوحاتي بحيث يفسّرون لي ما يشعرون حيالها. أما الهدف من ذلك، فكان إثبات إمكان استخدام الحروف للتعبير عن مشاعرنا ولإظهار قيمة الحروف العربية من وجهات نظر مختلفة». ويوضح أنه أراد الخروج من خط الثلث لأنه جامد لكن بطريقة تحافظ على جماليته، «وهذا العمل يتضمن تحدياً يتمثل في إضافة العمل التشكيلي إلى العمل الحروفي»، مشبهاً ذلك برجل كبير في السن لكنه مليء بالحماسة.