هددت إسرائيل بأنها ستتعامل «بحزم وصرامة» مع الناشطين المناصرين للقضية الفلسطينية المتوقع أن يصلوا إلى إسرائيل ابتداءً من اليوم عبر رحلات جوية من دول مختلفة، والتظاهر في المطار الدولي في اللد شرق تل أبيب، لإعلان تضامنهم مع الفلسطينيين. وكان ناشطون مؤيدون للفلسطينيين أعلنوا عبر الإنترنت نيتهم النزول في مطار تل أبيب بالمئات في الثامن من الشهر الجاري (غداً) والتوجه إلى مدن الضفة الغربيةالمحتلة للاحتجاج على الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. وانتشر أمس مئات أفراد الشرطة الإسرائيلية في أنحاء المطار تحسباً من قدوم الفوج الأول من الناشطين من نيويورك وموسكو. ويتوقع أن تعزز الشرطة وجودها في الأيام المقبلة، وسط أنباء عن احتمال وصول نحو ألف متضامن مع الفلسطينيين. وأقامت الشرطة غرفة عمليات في المطار هدفها «تفادي المساس بصورة إسرائيل في الساحة الدولية». وسيتم تحويل قوائم القادمين إلى الغرفة، كما سيتم التحقيق الاستخباراتي مع كل الناشطين. كما نشرت الشرطة عناصر من الوحدات الخاصة وأخرى مخابراتية بلباس مدني. وأخذت في حساباتها إمكان أن يتظاهر الناشطون مع خروجهم من قاعة الاستقبال أو خلال ختم جوازات سفرهم، «وفي كل الأحوال سنمنع أي محاولة لتشويش سير الأمور» كما يقول مصدر كبير. كذلك تدرس الشرطة إمكان توجيه الطائرات التي تقل الناشطين إلى «المدرج القديم» لإجراء تفتيش دقيق وشامل بعيداً من كاميرات الإعلام. وسيرافق طاقمُ شرطةٍ كلَّ طائرة مع نزولها في المطار، كما سيتم تأخير هبوط الطائرات «المشتبه» في أنها تحمل ناشطين. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، بعد اجتماعه صباح امس في مطار اللد (قبل سفره إلى رومانيا) مع وزير الأمن الداخلي اسحاق أهارونوفتش والقائد العام للشرطة يوحنان دنينو للاستماع إلى آخر الاستعدادات لمواجهة «قافلة الطائرات»، قد أصدر تعليماته للجهات المختصة، وللوزير وقائد الشرطة وسائر أذرع الأمن، بالعمل «بحزم، وفقاً للقانون الدولي» ضد محاولات استفزاز في مطار اللد». وأفاد بيان صادر عن مكتب نتانياهو، إنه أصدر تعليماته لقوى الأمن بتفادي الاحتكاك غير اللازم مع الناشطين المناصرين للفلسطينيين، «لكن لكل دولة الحق في منع دخول مستفزين ومخلين بالنظام إلى حدودها، وهذا ما ستفعله إسرائيل». وأضاف: «يجب الحفاظ على النظام ومنع تشويش مجرى الحياة العادي لمواطني إسرائيل». وكلف رئيس الحكومة الوزير أهارونوفتش الإشراف على الاستعدادات «لمنع دخول عناصر تحريضية الحدودَ السيادية لإسرائيل». وسبق للوزير أن وصف الناشطين ب «المشاغبين» الذين سيتم منعهم من دخول إسرائيل. وكانت إسرائيل توجهت لسبع حكومات اوروبية وللولايات المتحدة ولعدد من شركات الطيران الأجنبية ونقلت إليها معلومات استخباراتية بشأن ناشطين من دولهم مناصرين للفلسطينيين يعتزمون القدوم إلى المطار الدولي في اللد للمشاركة في أعمال احتجاجية. وذكر مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن إسرائيل أبلغت الحكومات والشركات الأجنبية أنها لن تمنع دخول سياح إلى أراضيها، لكنها «لن تتيح استفزازات تخل بالنظام العام كالتي يعتزمون القيام بها». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصدر سياسي كبير قوله، إن ثمة «أجواء هستيرية» سادت الاجتماع الذي ترأسه وزير الأمن الداخلي بمشاركة قائد الشرطة ومسؤولي المطار مساء الثلثاء الماضي، للبحث في الخطوات الواجبة «لاستئصال محاولات الاستفزاز وهي في مهدها». وطبقاً لمعلومات فلسطينية، فإن نحو 40 منظمة دولية أكدت مشاركتها في حملة التضامن مع الفلسطينيين التي تبدأ غداً وتستمر أسبوعاً وتشمل زيارة مدن فلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة أيضاً. وبحسب مصدر في وزارة الداخلية الإسرائيلية، فإن إسرائيل تتوقع وصول 500 ناشط أجنبي من أوروبا في الأيام المقبلة، خصوصاً الجمعة، مضيفاً أنه سيتم التوجه لشركات الطيران الأجنبية «لمنع من نرى فيه ناشطاً مستفزاً من المشاركة في الرحلات الجوية». وأكد أن السلطات الإسرائيلية ستمنع دخول «كل ناشط استفزازي من الدخول، وستتم إعادته على متن الطائرة التي أحضرته، وسيتم حجز كل من يرفض المغادرة». وتأتي محاولات «الاحتجاج الجوي» بعد محاولات غير ناجحة لإطلاق قافلة مساعدات بحرية ينظمها ناشطون للإبحار الى قطاع غزة لكسر الحصار البحري الإسرائيلي للقطاع.