رفع السلطات الإسرائيلية من حالة الاستنفار وزادت عدد عناصرها في مطار اللد ( بن غوريون)وقامت السلطات الأمنية بتوقيف تسعة عشر ناشطا أجنبيا وصلوا إلى فلسطين في عدة رحلات جوية أحداها رحلة لشركة العال الإسرائيلية من باريس وثلاث رحلات على الخطوط الفرنسية والألمانية وذلك في إطار حملة التضامن مع الفلسطينيين. وفتحت سلطة المطارات غرفة طوارئ للتعامل مع أحداث اليوم. وقالت سلطات الاحتلال أنها أبعدت ثلاثة من هؤلاء النشطاء - بينهم واحد أعيد إلى الأردن وواصلت قوات الأمن في المطار تأهبها تحسبا لوصول رحلات جوية أخرى وعلى متنها نشطاء متضامنون مع الفلسطينيين. وقد أمر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي المتطرف يتسحاق اهارونوفيتش ومفتش الشرطة العام الجنرال يوحانان دانينو قادة القوات البوليسية وقوى الامن المنتشرة في المطار بالتحلي بضبط النفس ومع ذلك اعتقال كل نشيط يحاول التضامن أو رفع شعارات مؤيدة للحقوق الفلسطينية . وأوعز مدير المطار شموئيل زكاي إلى المستخدمين بمنع قدر الإمكان أي تأخير في مواعيد الرحلات الجوية المقلعة والقادمة. معركة وأدارت وزارة الخارجية والمخابرات الإسرائيلية معركة وجندت شبكة العلاقات الدولية والمصالح الاقتصادية مع شركات الطيران العاملة والمؤدية إلى تل أبيب لوقف كافة الرحلات التي تقل نشطاء ومتضامنين مع الشعب الفلسطيني.وألغت شركات طيران أوروبية رحلات أكثر من 60 في المائة من 1500 ناشط من المقرر أن يصلوا اليوم إلى فلسطين نتيجة الضغط الاسرائيلي على تلك الشركات ورفع قوائم «سوداء «بأسماء الكثير منهم بحجة أنهم سيعملون على الإخلال بالسلام. ومن بين شركات الطيران التي أبلغت الناشطين إلغاء رحلاتهم كانت «لفتهانزا،» الخطوط الجوية الألمانية واير فرانس الفرنسية وايزي جيت. وفي هذا الإطار منعت السلطات السويسرية في مطار جنيف حوالي مائة نشط متضامن مع الفلسطينيين من الصعود إلى طائرات تقلهم إلى إسرائيل. وقامت طواقم خاصة بمصادرة جوازات سفر من مسافرين كانوا ينوون التوجه إلى تل أبيب في إطار رحلة التضامن مع الفلسطينيين. وفي مطار روما منعت السلطات الإيطالية سبعة نشطاء من الصعود إلى طائرة تتجه إلى تل أبيب. تظاهرة وتظاهر عشرات النشطاء المتضامنين مع الفلسطينيين في مطار شارل دي غول بالعاصمة الفرنسية باريس احتجاجا على قيام شركتي سويس اير ولوفتهانزا بإلغاء تذاكر سفرهم. وجاء من مطار بروكسل أن أكثر من مائة وعشرين نشيطا متضامنا مع الفلسطينيين تظاهروا في المطار احتجاجا على منع عدد منهم من التوجه إلى إسرائيل. وقد اعتقلت السلطات البلجيكية ثلاثة منهم للاشتباه فيهم بالإخلال بالنظام في المطار..وقال الدكتور مازن قمصية، المتحدث باسم «مرحبا بكم في فلسطين « أن الناشطين ينوون اتخاذ إجراءات قانونية ضد تلك الشركات.وأضاف قمصية» أن إسرائيل رفعت قوائم بأسماء المئات من الناشطين للشركات، مع رسالة ادعت فيها أن النشطاء ينوون تنفيذ عملية استفزاز وزعزعة السلام، وهذا ليس صحيحا. ومن المؤسف جدا أن هذه الشركات قد أذعنت للضغط الاسرائيلي» .ونشر مكتب نتنياهو رسالة ساخرة من المقرر أن تسلم إلى النشطاء فور وصولهم وتقول»: شكرا على اختياركم إسرائيل»هدفا لاهتماماتكم الإنسانية . وتضيف الرسالة «: نحن نعلم أنه كان أمامكم خيارات أخرى تستحق الاهتمام مثل ما يجري في سوريا وإيران وغزة التي تحكمها حماس وأن تمارسوا الاحتجاج ضد النظام السوري «. وفي المقابل قرر عشرات النشطاء اليساريين الإسرائيليين انتظار النشطاء الدوليين في مطار بن غوريون لاستقبالهم وقالوا في إعلان لهم أنهم سيستقبلون النشطاء بيافطات كتب عليها مرحبا بالقادمين بأذرع مفتوحة وباحترام كبير. احتلال بشع من جانبه قال «مخع أوفرنيمن»أحد القائمين على تنظيم القافلة الجوية معقبا على طريقة تعامل إسرائيل مع القافلة:»هناك احتلال إسرائيلي بشع وحقير للأراضي الفلسطينية منذ عام 1948وهناك العديد من التجاوزات والجرائم بحق الإنسانية ومن يظن أنه بهذه الطريقة سينتصر فإنه واهم».وقال مازن قمصية المتحدث باسم حملة «مرحبا فلسطين» أن الكثير من المتضامنين تظاهروا في مطارات بلدانهم الأوروبية وأن قلة وصلت لغاية الآن مطار بن غوريون»اللد» .وأضاف «: أن هؤلاء الوفود سوف يقيمون في الأراضي الفلسطينية لفترة وجيزة للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومساعدته في مواجهة الاحتلال كاستصلاح الأراضي ومواجهة الاستيطان. وقال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أن قمع الاحتلال ومحاولات منع المتضامنين من الوصول إلى فلسطين لن يوقف المقاومة الشعبية التي ستتواصل وتتسع في مختلف الأراضي المحتلة. وأضاف البرغوثي أن هذه المحاولات ستزيدنا إصرارا على مواصلة المقاومة الشعبية و حملة التضامن الدولي وفرض عقوبات على إسرائيل حتى تصل إلى كل شعوب العالم .وأشار البرغوثي إلى أهمية دور المتضامنين في فضح الممارسات والقمع الاسرائيلي ضد أبناء شعبنا، مشيرا إلى أن «كل متضامن يمنع من الوصول للتضامن مع الشعب الفلسطيني سيصبح مصدر إشعاع للتضامن مع القضية الفلسطينية وفرض عقوبات على إسرائيل» . وأدانت عضو الكنيست الحالية عن حزب التجمع «حنين زعبي»أمس، سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه نشطاء السلام الدوليين القادمين إلى فلسطين عبر مطار بن غوريون. وقالت زعبي:»أن انتهاك إسرائيل لحريات الأوروبيين يجب أن تحض المجتمع الدولي على تسليط الضوء أكثر على السياسات الإسرائيلية القمعية التي باتت تشكل خطرا على الجميع». وعبرت زعبي عن رفضها ورفضت للرواية الإسرائيلية التي تعتبر الناشطين «مخلين بالنظام العام»، مؤكدةً أنهم ناشطون سياسيون يخوضون نضالاً شرعياً ضد سياسة القمع والعنصرية والاحتلال الإسرائيلي. وأكدت «زعبي»أن ما يقض مضاجع إسرائيل ليس «الإرهاب»كما تدعي، بل ظاهرة اتساع التأييد العالمي لحقوق ولنضال الفلسطينيين. وشددت «زعبي»على أن المحاولات الإسرائيلية البائسة لن تثني الناشطين الأحرار عن النضال الدؤوب من أجل حرية الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، مشيرةً إلى أنه «إذا كان باستطاعة إسرائيل منع دخول المتضامنين، فإنها لن تستطيع وقف حركة التضامن، وستقف عاجزة أمام المد الجارف من التأييد الدولي للحقوق الفلسطينية». واعتبرت «زعبي»أن خروج إسرائيل عن طورها لإحباط الحملة الدولية، هو دليل على أن حملات التضامن الدولية، مع الشعب الفلسطيني تربكها وتزعجها، وهذا بحد ذاته إنجاز للحملة.