أعلن رئيس مركز الأبحاث العسكرية البريطاني أمس (الثلثاء) أن المركز غير قادر حتى الآن على تأكيد أن غاز الأعصاب المخصص للأغراض العسكرية الذي استخدم في هجوم على عميل روسي مزدوج الشهر الماضي أنتج في روسيا. وقال الرئيس التنفيذي لمختبر علوم وتكنولوجيا الدفاع جاري أيتكنهيد، في منطقة بورتون داون في انكلترا «تمكنا من تحديد أن الغاز هو نوفيتشوك، وأنه غاز للأعصاب مخصص للأغراض العسكرية». وأضاف «لم نستطع تحديد المصدر على وجه الدقة، لكننا قدمنا المعلومات العلمية للحكومة التي استخدمت عدداً من المصادر الأخرى للتوصل إلى استنتاجاتها»، مؤكداً أن المادة تتطلب «أساليب في غاية التعقيد لصنعها، وهو أمر لا تقدر عليه إلا دولة». وتابع «نواصل العمل للمساعدة في توفير معلومات إضافية، ربما تساعدنا في التعرف (على المصدر)، لكننا لم نتمكن من عمل ذلك بعد». وذكر أيتكنهيد أن الحكومة البريطانية لديها «وسائل أخرى» يمكن استخدامها لتحديد أصل غاز الأعصاب، بعضها يعتمد على الاستخبارات. وكرر أن من غير الممكن أن تكون المادة جاءت من بورتون داون. وكان سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيزوف قال في مقابلة مع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) الشهر الماضي، إن «مختبر الأبحاث البريطاني يقع على بعد 11 كيلومتراً فحسب من سالزبري»، في تلميح بأن المختبر ربما كان مصدر المادة. وأشار ناطق باسم الحكومة أمس «كنا واضحين من البداية بأن خبراءنا البارزين على مستوى العالم في بورتون داون حددوا المادة التي استخدمت في سالزبري، بأنها نوفيتشوك، وهو غاز أعصاب مخصص للأغراض العسكرية». وأضاف «هذا مجرد جزء من صورة المعلومات. وكما حددت رئيسة الوزراء (تيريزا ماي)، فهذا يتضمن معرفتنا بأنه خلال العقد الأخير كانت روسيا تتحرى سبل نقل غازات الأعصاب على الأرجح، لاستخدامها في عمليات اغتيال، وأنها في إطار هذا البرنامج أنتجت وخزنت كميات صغيرة من نوفيتشوك. روسيا لها سجل في عمليات الاغتيال برعاية الدولة، وتقييمنا هو أن روسيا تعتبر ضباط الاستخبارات السابقين أهدافاً».