قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم (الجمعة) إن بلاده ستطرد ثلاثة ديبلوماسيين بريطانيين رداً على قرار لندن طرد 23 من العاملين في السفارة الروسية في لندن. ورداً على سؤال من رويترز خلال قمة في شأن سورية في عاصمة كازاخستان عن عزم موسكو طرد ديبلوماسيين بريطانيين قال لافروف «بالطبع سنفعل». ولم يذكر مزيداً من التفاصيل. وطردت لندن الديبلوماسيين الروس بعد تحميلها موسكو مسؤولية تسميم العميل السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبري جنوببريطانيا في 4 الشهر الجاري. من جهة ثانية نقلت «وكالة الإعلام الروسية» عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله اليوم إن موسكو سترد على حزمة عقوبات أميركية جديدة بتوسيع قائمتها السوداء للأميركيين. وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلنت أمس فرض عقوبات ضد شخصيات روسية متهمة بمحاولة التاثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية العام 2016 والضلوع في هجمات معلوماتية أخرى. وقال مسؤولون بارزون إن العقوبات تستهدف خمسة كيانات و19 فرداً. وأوضح وزير الخزانة الاميركي ستيف منوتشين أن «الإدارة تواجه وتتصدى إلى أنشطة معلوماتية روسية مؤذية، تشمل محاولتها التدخل في الانتخابات الأميركية وعمليات قرصنة معلوماتية مدمرة». ونسبت الوكالة إلى ريابكوف قوبه إن «روسيا ستستخدم مبدأ التكافؤ في ردها على العقوبات»، التي فرضت عليها بزعم تدخلها في الانتخابات الأميركية وشن هجمات إلكترونية، لكن موسكو لا تستبعد أي إجراءات إضافية. وقال ريابكوف إن موسكو تريد الإبقاء على الحوار مع واشنطن، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين يريدون تدمير العلاقات مع روسيا في الولاياتالمتحدة يلعبون بالنار. وأشار ريابكوف إلى أن موسكو تتوقع أن تتخذ بريطانياوالولاياتالمتحدة وحلفاؤهما قريباً خطوات جديدة في ما يتعلق بتسميم العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال. وأضاف أن روسيا لا تزال تعرض الحوار على لندنوواشنطن. وتوّحد الحلفاء «الأطلسيين» في تأكيد مسؤولية روسيا عن تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبري جنوببريطانيا في 4 الشهر الجاري. واعتبرت لندن وبرلين وباريسوواشنطن في بيان مشترك أن «مسؤولية روسيا هي التفسير الوحيد المعقول للحادث»، وطالبت موسكو بتقديم «كل المعلومات» عن برنامج سم غاز «نوفيتشوك» للأعصاب. وفي نيويورك، أبدت الولاياتالمتحدة خلال اجتماع عاجل عقده مجلس الأمن بطلب من لندن تضامنها مع بريطانيا، وقالت إن «روسيا مسؤولة عن تسميم الجاسوس السابق»، وهو ما رفضه السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فاسيلي نبينزيا الذي اتهم لندن ب «شن حرب دعائية ضد موسكو». وفيما أشار وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى أن الشرطة البريطانية «قد تستهدف روسيين فاسدين يمكن أن تصدر أوامر ضدهم تتعلق بحيازتهم ثروات لا تفسير لها، تمهيداً لتقديمهم للعدالة بتهم ارتكاب فساد شديد»، وصفت روسيا مزاعم بريطانيا وحلفائها بأنها «جنون». وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، قالت إن لندن «لن ترسل أي ممثل أو ديبلوماسي أو عضو من العائلة الملكية لحضور نهائيات كأس العالم». كما أمل لافروف بتعافي سكريبال للمساعدة في توضيح ما حدث. وأكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي أجرى اتصالاً هاتفياً بماي، أنه سيُعلن خلال أيام الإجراءات التي ينوي اتخاذها للرد على الهجوم الذي «توحي كل معلوماته بأنه يمكن نسبه إلى روسيا». وبدا ماكرون والمسؤولون الفرنسيون حذرين في البداية من توجيه اتهام مباشر لروسيا، في موقف معاكس لموقفي المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الأميركي دونالد ترامب اللذين أكدا لرئيسة الوزراء البريطانية ماي أنهما يأخذان وجهات نظر حكومتها على محمل الجد. ومن المقرر أن يحل ماكرون ضيف شرف في منتدى استثماري في مدينة سان بطرسبرغ الروسية نهاية أيار (مايو)، والذي سيحضره أيضاً وفد فرنسي كبير. لكن مسؤولين في باريس لم يوضحوا إذا كان ماكرون يعتزم الذهاب. في المقابل، نددت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، «باتهامات سخيفة ضد روسيا وشعبها، وتضامن دول أخرى مع بريطانيا في قضية سكريبال من دون أن تملك معلومات عن القضية». وكتبت على «فايسبوك» أن «سلوك بريطانيا في ما يتعلق بالخلاف مع روسيا يظهر أن لديها أمراً تخفيه»، علماً أن تعليقها جاء بعد قليل على تصريح وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون أن بلاده ستستثمر 48 مليون جنيه استرليني (67 مليون دولار) في مركز جديد للحرب الكيماوية تابع للوزارة مقره مختبر البحوث العسكرية في مدينة بورتون داون القريبة من موقع حادث سكريبال في سالزبوري. وأكد الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف ان رد موسكو «لن يتأخر، وسيتخذ الرئيس فلاديمير بوتين الخيار الأفضل لمصالح روسيا». وأضاف: «إننا قلقون من هذا الوضع الذي يحمل كل مؤشرات الاستفزاز، فيما لا علاقة لنا إطلاقاً بحادث سالزبوري». وكانت وزارة الخارجية الروسية أبدت استعدادها للعمل مع لندن في شأن التحقيق في الهجوم ضد سكريبال، شرط حصولها على عينة من المادة المستخدمة في التسميم.