عقدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني المعروف باسم «كوبرا» لدرس التدابير التي يمكن اتخاذها ضد أي دولة يثبت تورطها بهجوم بغاز الأعصاب تعرض له الجاسوس المزدوج سيرغي سكريبال وابنته في مجمع بمدينة سالزبوري البريطانية في 4 الشهر الجاري. وتوقع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم (البرلمان) توم توغندات أن تتهم ماي روسيا، استناداً الى تقرير علماء متخصصين في مختبر حكومي للأسلحة الكيماوية. وتعلن قريباً العقوبات التي ستتخذها، وقال: «سأتفاجأ إذا لم تتهم ماي مقربين من الرئيس فلاديمير بوتين». لكن قرار فرض عقوبات على روسيا يحتاج الى موافقة دولية، علماً ان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون كان اعتبر ان الهجوم على سكريبال وابنته يذكر بتسميم العميل السابق في اجهزة الاستخبارات الروسية المعارض الكسندر ليتفينينكو الذي قضى مسموماً في لندن عام 2006 بمادة بولونيوم، وهو ما رجح تحقيق بريطاني ارتباطه بأمر أصدره الكرملين. في موسكو، نفى الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف علاقة روسيا بتسميم سكريبال، وقال: «المسألة تتعلق ببريطانيا لأن الحادث حصل في أراضيها». اما ديميتري كيسليوف، احد مقدمي البرامج السياسية التلفزيونية الأكثر تأييداً للكرملين فقال: «حاولوا إلقاء اللوم على روسيا، لكن إذا فكرنا في الأمر بعمق، نرى ان تسميم عقيد في الاستخبارات الحربية يصب في مصلحة البريطانيين فقط». وأضاف: «انتهى سكريبال كمصدر للمعلومات وبات بلا أهمية. لكن حين يتحول الى ضحية تسميم يصبح ذات فائدة كبيرة، ويثير شفقة الجمهور في شكل أكبر، خصوصاً في وجود ابنته معه». واورد تقرير إخباري لبرنامج كيسليوف على قناة «روسيا واحد» أن «غاز الأعصاب المجهول الذي استخدم لتسميم سكريبال وابنته ربما جرى صنعه في مركز البحوث العسكرية البريطاني في بورتون داون، والذي لا يبعد أكثر من 20 دقيقة من مدينة سالزبوري». وأفادت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء بأن بوتين دعا لندن إلى توضيح موقفها من ملف تسميم سكريبال، قبل فتح حوار مع موسكو، إذ قال لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، مخاطباً المسؤولين البريطانيين: «رتّبوا الأمور لديكم، ثم نتناقش ذلك معكم».