أعلنت الأممالمتحدة أنها تحقق في «تقارير مقلقة ومزعجة» عن مقتل مدنيين كثيرين في غارة جوية نفذتها مروحيات سلاح الجو الأفغاني الاثنين على مدرسة لتعليم القرآن الكريم في ولاية قندوز (شمال شرق)، والتي قال مسؤولون افغان إنها «خلّفت مئة ضحية بين قتيل وجريح على الأقل، بينهم عدد كبير من الأطفال». وقالت بعثة الأممالمتحدة في افغانستان: «يجمع فريق حقوق الإنسان الحقائق على الأرض. نذكّر كل الأطراف بالتزام حماية المدنيين من أثار النزاع المسلح»، علماً ان الواقعة تسلط الضوء على اخطار تعزيز استخدام القوة الجوية بموجب استراتيجية جديدة أعلنتها الولاياتالمتحدة العام الماضي في محاولة لإرغام حركة «طالبان» على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأعلن قرويون في بلدة داشتي ارشي التي تسيطر عليها حركة «طالبان»، انهم دفنوا 40 على الأقل من ضحايا الضربة الجوية مع اتخاذ اجراءات لدفن آخرين، وتحدثوا عن حضور قياديين بارزين في «طالبان» مع مئات الأشخاص حفلة تخرج الطلاب في المدرسة القرآنية، في وقت بثت قنوات تلفزيونية لقطات لفتيان تلف ضمادات أذرعهم وأرجلهم على اسّرة في الممرات الضيقة لمستشفى المدينة، وأهالٍ يقفون في الخارج ويصيحون «عار عليكم». اما المسؤولون الحكوميون في كابول وقندوز فقدموا أرقاماً متضاربة عن حصيلة القتلى، مع نفي بعضهم استهداف مدرسة أساساً. وصرح قائد الشرطة في قندوز الجنرال عبد الحميد حميدي ان «72 من الأعداء و5 مدنيين قتلوا في غارة جوية، وجرح 52 شخصاً، لكن الموقع المستهدف ليس مدرسة قرآنية أو مسجداً». وأصرّ الجيش الأفغاني على أن قتلى الهجوم «طالبانيون» وليسوا مدنيين. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع محمد ردمانيش: «قتل 20 من عناصر طالبان على الأقل، بينهم قائد في الوحدة الحمراء (وحدة النخبة)، إضافة إلى عضو بارز في مجلس شورى كويتا، كما سقط عدد مماثل من الجرحى». وأكدت «طالبان» شن الهجوم على المدرسة القرآنية، لكنها نفت عقد اي لقاء لعناصرها فيها. وقالت ان «حوالى 150 شخصاً، معظمهم من الأطفال، سقطوا بين قتلى وجرحى في الغارة». وفيما يقول مسؤولون أمنيون إن قادة «طالبان» يلتقون في المدارس لتفادي الضربات الجوية، اعلن قيادي كبير في الحركة من مكان غير معلوم في باكستان ان المدرسة ادارها علماء إسلاميون متعاطفون مع طالبان، لكنها كانت مفتوحة للعامة». وأوضح أن حوالى ألفي شخص تواجدوا في المدرسة الأثنين، بينهم 750 طالباً، لحضور حفلة التخرج، لكن أياً من كبار قادة الحركة لم يحضروا.