ترتبط العيوب الخلقية بقرابة 15 في المئة من وفيات الرُضّع في مصر. وصار منتشراً أن تلجأ شريحة كبيرة من الحوامل إلى إجراء فحوص متنوعة بسبب خشيتهن من ذلك الأمر. وكذلك، يعمدن إلى فيتامينات مختلفة على سبيل الوقاية منه. وفي ذلك الإطار، شهدت القاهرة أخيراً إطلاق مستحضر يحتوي توليفة من فيتامينات ومعادن و «حمض الفوليك» وعناصر أخرى، تعتبر الشركة التي صنعته (هي «باير» Bayer العالمية) أنها تدعم صحة الجنين، ما ربما يساهم في الوقاية من إصابته بعيوب خلقية. وكذلك أوضح الدكتور محمد ممتاز، أستاذ طب النساء والتوليد في جامعة القاهرة، أن العيوب الخلقية ترتبط سنوياً بوفاة 3.3 مليون طفل تحت سن الخامسة، في الدول كلها. ولفت إلى أن 3.2 في المئة ممن يولدون بتشوهات خلقية، يعانون عجزاً دائماً بقية حياتهم. وقسّم ممتاز أسباب التشوهات الخلقية إلى وراثية، وبيئية، ومتعددة العوامل، وغير معروفة الأسباب، مشدداً على أن التشوهات الخلقية تنتج من تفاعلات بين الجينات وعوامل بيئيّة متنوعة. ولفت إلى أن نقص المعادن والفيتامينات يؤدي دوراً في ذلك الأمر. كذلك أوضحت الدكتورة شريفة أبو الفتوح استناداً إلى تقرير منشور على موقع «كوشران» العالمي المختص بالمعلومات البحثية الموثوقة، أن استخدام الحوامل مكملات غذائية تحتوي على الحديد وحمض الفوليك، يساهم في تحسين نتائج الحمل لديهن. وشمل التقرير 137 ألف سيدة بهدف تقويم تأثير المكملات التي تتضمن الحديد وحمض الفوليك أثناء الحمل، بالمقارنة مع تلك التي تحتوي الحديد وحده. وسجل بنسبة 12 في المئة في خطر انخفاض وزن المولود، و10 في المئة في صغر حجم الجنين، و9 في المئة في وفيات الأجنة. وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور شريف الغيطاني، وهو أستاذ طب النساء والتوليد في كلية الطب في جامعة عين شمس، أن بعض التقديرات تؤكد أن نسبة تصل إلى 15 في المئة من وفيات الرُضّع في مصر قد تكون مرتبطة بحدوث عيوب خلقية. ولفت الغيطاني إلى إمكان الوقاية من عيوب خلقية متنوّعة عبر مقاربات طبية تشمل تناول الحوامل مكملات غذائية. وأشار إلى أن تناولهن مزيج الحديد مع حمض الفوليك يساهم في الوقاية من إحدى مجموعات التشوهات الخلقية المعروفة على نطاق واسع عالميّاً، وتسمّى «عيوب الأنبوب العصبي» («نيورال تيوب ديفكتس» Neural Tube Defects). ويعتقد بأن حدوث تلك المجموعة يرتبط بنقص حمض الفوليك في جسم الأنثى خلال فترة الإخصاب. ولفت إلى دراسات علمية وثّقت معاناة 4.26 من كل ألف مولود حي في مصر، من عيب ما في الأنبوب العصبي. ويستخدم العلماء تعبير «الأنبوب العصبي» في الإشارة إلى الجهاز العصبي في الجنين، لأن ذلك الجهاز المعقد يبدأ بأكمله من خلايا تنتظم على هيئة أنبوب يمتد على معظم طول الجنين. وشيئاً فشيئاً، تبدأ خلايا ذلك الأنبوب ومناطقة في التميُّز، فتظهر بدايات لمكونات تصبح لاحقاً الدماغ والأعصاب المخية والحبل الشوكي والأعصاب الطرفية والجهاز العصبي التلقائي الذي يدير الأعمال اللاإرادية في الجسم كالتنفس ونبض القلب والتعرق وغيرها. وكذلك تحدثت الدكتورة أميمة إدريس، أستاذة طب النساء والتوليد في جامعة عن تجربة مضبوطة إحصائياً استمرت 6 سنوات وتضمنت استخدام العلاج الوهمي. وشملت التجربة 5453 حاملاً. وبرهنت التجربة على أهمية تناول الحوامل مزيج الحديد وحمض الفوليك. وأشارت أيضاً إلى تجربتين متداخلتين أُجريتا في هنغاريا وشملتا 10974 حاملاً. وكشفت بياناتهما إلى أن مزيج الحديد وحمض الفوليك نجح في الحد من إصابة الأجنة بعيوب الأنبوب العصبي بنسبة 92 في المئة.