حمض الفوليك ويعرف ايضا بفيتامين ب9 أحد العناصر المهمة والضرورية لضمان وظيفة معظم خلايا الجسم بشكل صحيح واسمه مشتق من اللفظ اللاتيني " فوليوم" وتعني الورقيات حيث انها المصدر الاساسي لها كالخضار الورقية مثل السبانخ ، اللفت الخضر ، الخس ، الفاصوليا الطازجة أو المجففة والبازلاء . اقراص حمض الفوليك منتجات الحبوب المدعمة (المعكرونة والحبوب والخبز) ، وبذور دوار الشمس وبعض أنواع الفواكه الأخرى (عصير البرتقال ، عصير الأناناس المعلبة ، الشمام والبطيخ وعصير الجريب فروت ، والموز ، والتوت والفراولة) والخضار (البنجر والقرنبيط ، عصير الطماطم ) كلها مصادر غنية بحمض الفوليك . بدأت البحوث على حمض الفوليك عام 1920 م حيث ربط الباحثون بين نقص تلك المادة وحدوث فقر الدم لدى بعض المرضى استمرت الابحاث بعده حتى عام 1948م حين ربط العالم الامريكي فاربر فعالية حمض الفوليك مع الوقاية من بعض الاورام السرطانية ولكن العملية معقدة في هذا الاتجاه كما سنذكر لاحقا . تلاه مجموعة ابحاث في عام 1960م ربطت علاقة قوية بين نقص ذلك الفيتامين وحدوث التشوهات الخلقية في الجهاز العصبي عند بعض المواليد حيث تكون الحاجة كبيرة لوجود حمض الفوليك لضمان النمو الطبيعي للمخ والحبل الشوكي عند الاجنة وتحتاج الام الحامل مابين 600 الى 800 ميكروغرام يوميا وهو ضعف الحاجة اليومية من حمض الفوليك لغير الحامل كما ان نقص مستوى حمض الفوليك عند الام الحامل يزيد فرصة حدوث الولادة المبكرة وعدم اكتمال النمو لدى الجنين . بعض الاطعمة المحتوية على حمض الفوليك يقدر عدد الوفيات حوالي 14000 وفاة سنويا بسبب نقص حمض الفوليك حيث يقوم هذا الفيتامين بتأثير ايجابي على الشرايين التاجية للقلب فيما تقل نسبة الخطورة 15 % مع استعمال حمض الفوليك بشكل متوازن ومنتظم . كما ان ذلك الحمض يقوم بتقليل مادة " الهوموسيستين " والتي تعمل على تكوين الخثرات الدموية داخل الاوردة والشرايين ولكن بعض الدراسات أوضحت أن ذلك التأثير كان نظريا ولكن لم يثبت على البحث السريري والاكلينيكي حمض الفوليك له علاقة معقدة مع الاورام السرطانية ويعتقد أن تناول هذا الفيتامين بشكل منخفض يقلل من احتمالية ظهور الامراض السرطانية في حين تناوله بجرعات كبيرة قد يشجع على حدوث مثل تلك الامراض . فيما تشير دراسات اخرى ان تناول حمض الفوليك كفيتامين قد يزيد حدوث سرطان البروستات في حين ان تناوله عن طريق مصادره الطبيعية قد يحد من ذلك ولا زالت الابحاث جارية والصورة غير واضحة بشكل كبير فيما يختص بعلاقته الايجابية او السلبية بالاورام السرطانية