مينسك - رويترز - اعتقلت الشرطة في بيلاروسيا عشرات الأشخاص الذين شاركوا في تظاهرة «تصفيق» وسط العاصمة مينسك احتجاجاً على الرئيس الكسندر لوكاشينكو الذي قال خلال تجمع حاشد الأحد إن ثمة مؤامرة لإنهاء حكمه الممتد منذ وقت طويل. وكانت مواقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت يدير معظمها محتجون شبان، حضت مؤيديها على الاحتفال بعيد الاستقلال بتنظيم تظاهرة سلمية احتجاجاً على نظام الحكم المطلق للوكاشينكو المستمر منذ عام 1994 وذلك بمجرد التصفيق معاً لإعلان استيائهم. وأفاد موقع للمعارضة على الإنترنت بوقوع احتجاجات مماثلة في ست بلدات أخرى على الأقل وبحدوث اعتقالات خلالها. ولم يتسن التحقق من تفاصيل تلك التقارير من مصادر مستقلة. وقمعت الاحتجاجات بهدوء أثناء كلمة لوكاشينكو في منتصف النهار لكن أعمال عنف اندلعت في المساء أمام محطة القطارات الرئيسية في مينسك في مشاهد من الفوضى تبادل خلالها المحتجون الضربات مع أفراد من الشرطة يرتدون ملابس مدنية كانوا موجودين بأعداد ضخمة. وأطلقت الشرطة عبوات غاز مسيل للدموع للسيطرة على المحتجين الذين كان معظمهم شباناً وبعضهم مسنين ونساء مع أطفالهن. وتزايدت جرأة المعارضة للوكاشينكو الذي وصفته إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بأنه «آخر ديكتاتور في أوروبا» في الجمهورية السوفياتية السابقة التي تخضع لسيطرة قوية في حين تحاول التغلب على أزمة بخصوص العملة. ونتجت أزمة ميزان المدفوعات عن زيادة في رواتب ومعاشات العاملين في القطاع العام تراوحت نسبتها بين 30 و40 في المئة العام الماضي بهدف ضمان فوز مريح للوكاشينكو لفترة ولاية جديدة في انتخابات الرئاسة التي أجريت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. لكن الزيادة ساعدت في حدوث عجز في الحساب الجاري. وأدى ذلك إلى خفض لقيمة الروبل في بيلاروسيا بنسبة 36 في المئة في أيار (مايو) الماضي، الأمر الذي قضى فعلياً على مكاسب زيادة الأجور ويقلص الآن بدرجة كبيرة موارد الشركات التي تستخدمها لشراء موارد حيوية. وأدت الأزمة إلى تكوين موجة من المحتجين الأصغر سناً خارج نطاق التيار الرئيسي للمعارضة يطلقون نداءات على الإنترنت لتنظيم تظاهرات صامتة لا يرتفع فيها سوى صوت التصفيق. وقال لوكاشينكو (56 سنة) في كلمته التي ألقاها خلال عرض عسكري لمناسبة عيد الاستقلال إنه يعتبر الاحتجاجات الحاشدة جزءاً من مؤامرة لإطاحته وإنه ينوي وقفها. وأضاف أن ثمة «من يحاول محاكاة سيناريو ثورة ملونة هنا» في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية التي أدت إلى تغيير زعماء في جمهوريات سوفياتية سابقة منها جورجيا وأوكرانيا عامي 2003 و2004. وتابع لوكاشينكو المدير السابق لمزرعة حكومية سوفياتية قائلاً: «إنهم يريدون أن نركع لكن ذلك لن يحدث». وعلى رغم تزايد جرأة جماعات الاحتجاج في بيلاروسيا، لا يرى ديبلوماسيون ومراقبون آخرون أي تهديد فوري لقبضة لوكاشينكو على السلطة.