يتواصل تمدد طوابير المراجعين لمقر جوازات المنطقة الشرقية، منذ بدء إجازة نهاية العام الدراسي، حتى ان بعضهم لا يجد مقعداً يجلس عليه، ما يضطرهم لافتراش الأرض لساعات، في انتظار انتهاء معاملاتهم، وبخاصة في شعبة جوازات المقيمين ونقل مراجعون ل «الحياة»، شكواهم، من «التكدس» الذي يشهده المقر وطوابير الانتظار، ومعظمها من طالبي تأشيرة الخروج والعودة للمقيمين، ومدة صلاحيتها، إضافة إلى تحديث البيانات، إضافة إلى استخراج جوازات سفر للسعوديين، تزامناً مع بدء الإجازة. وقال ممدوح سالم، الذي يعمل معقباً: «ننتظر من السادسة صباحاً، لتخليص أوراق العمال، وأجد صعوبة في تخليص الأوراق، فالزحام كبير، فيما يكتفي الموظفون بعدد محدد. وبعد ذلك يرفضون استقبال أي طلب، فبعد التاسعة صباحاً، لا يمكن تسلم معاملات، لأن الموظفين المشرفين يكونون اكتفوا بالعدد الذي يمكن إنجازه». وأشار المراجع طلال عطيف، إلى ظاهرة افتراش المراجعين الأرض، بسبب الاكتظاظ، وعدم توافر مقومات الراحة في المقر، ولا يمكن أن تجد مكاناً تتنفس فيه». بيد ان هذا الزحام كان لدى البعض من نوع «ربّ ضارة نافعة»، إذ استغل شبان سعوديون، كثرة مراجعي الجوازات، ودوائر حكومية أخرى، مثل الأحوال المدنية، لإيجاد مصدر دخل. وتصطف سيارات هؤلاء الشبان أمام المقار الحكومية، وفي داخلها طابعة وآلة تصوير، لإنهاء أوراق المراجعين. وقال عبد الرحمن موسى: «أمتلك طابعة وآلة تصوير، وأقوم بطباعة الأوراق المطلوبة للمراجعين». ويكسب موسى يومياً نحو ثلاثة آلاف ريال. ويعتبر عمله هذا «فرصة دخل موقتة، خلال فترة الزحام في الأحوال المدنية والجوازات، وأحياناً المحاكم»، مضيفاً أنه «عمل مربح»، مبيناً «أنهي المهمات كافة وأنا داخل سيارتي، ولا أشعر بالتعب والإعياء، نتيجة حرارة الشمس، بل على العكس أقضي وقتاً مع المراجعين بين الأحاديث والتسلية، وإنهاء المهمات. وأقدم الخدمات في شكل مناسب، فالأجهزة متوافرة، وأتقن الطباعة والتصوير. والأمر لا يتطلب خبرات وتدريباً ومهارة، إلا أن المهارة تبقى في إرادة الإنسان». بدوره، أقر الناطق الإعلامي في مديرية الجوازات في الشرقية الرائد عماد العبد القادر، في تصريح ل«الحياة»، بوجود «اكتظاظ» من المراجعين في مقر جوازات الشرقية، وتحديداً ظهر أمس الأحد. ما اضطر بعضهم إلى الجلوس أرضاً. وقال: «حاولنا معالجة المشكلة، من خلال إنهاء الإجراءات والأوراق المطلوبة من المراجعين في أسرع وقت ممكن»، مبيناً انه «في هذه الأيام، يتضاعف عدد المراجعين، وتصل نسبة الزيادة مقارنة في الأيام العادية، إلى مئة في المئة، لذا نضع خطة طوارئ لمعالجة الوضع في شكل كلي، والتخلص من الأزمة بطرق سلسة. كما نضطر إلى تأجيل مواعيد بعض المراجعين». وحول شكوى البعض من عدم التعامل مع الحالات الإنسانية، أوضح انه «يمكن للمراجعين التأكد من مصداقية ذلك، من خلال تخصيص موظفين مناوبين في ساعات المساء، للحالات الطارئة». ولفت إلى أن «مشروع البوابة الالكترونية تم تأجيله، إذ يتم العمل حالياً، بمشروع اشمل، وهو «الانتظار الالكتروني»، الذي يتضمن ميزات عدة، تعتبر أوسع من ناحية الخدمات من البوابة الالكترونية».