عادت أمس (الأربعاء) حال الفوضى والزحام مرةً أخرى إلى مبنى مديرية الجوازات في محافظة جدة، بعد أن تعطلت أجهزة الحاسب الآلي الخاصة بإنهاء معاملات المراجعين، ما اضطر عدداً من القيادات الرسمية داخل المبنى وعلى رأسهم المدير العام لإدارة الجوازات للنزول إلى مسرح الأحداث لمحاولة تنظيم الحشود المتراصة أمام المبنى داخل قاعات المكاتب ومنع حدوث أي مشكلات أو اختناقات بين المراجعين. وأكد شاهد عيان من داخل مقر الجوازات ل«الحياة» أن المشكلة بدأت منذ الساعات الأولى لبدء الدوام الرسمي للموظفين داخل قاعات ومكاتب المبنى بعد أن فوجئ موظفو الجوازات مع بدء تسلم المعاملات من المراجعين بتعطل الأجهزة، وعدم تمكنهم من إنجاز أو إنهاء أي معاملة رسمية خلال تلك الساعات، مشيراً إلى أن المقر شهد تزايداً في أعداد المراجعين باعتباره آخر يوم للدوام الرسمي قبل الدخول في إجازة عيد الفطر المبارك. وأوضح أن أقسام الأفراد والشركات والمؤسسات اكتظت بالمراجعين، وعجزت صالاتها الرئيسة والفرعية من استيعابهم، ما اضطر أعداداً منهم إلى الخروج على الفور منها خوفاً من حدوث اختناقات أو زحامات بشرية غير مأمونة المخاطر، فيما فضل البعض الآخر الانتظار والتريث على أمل أن تعود الحياة مرةً أخرى إلى الحواسيب المعطلة. ولفت شاهد عيان أن حال الفوضى والزحام كانت في تزايد مستمر خصوصاً مع مرور الساعات الأخيرة من نهاية الدوام الرسمي، ما دعا عدداً من القيادات الرسمية للنزول إلى أرض الميدان، في محاولة تنظيم الحشود، وفك الاختناقات داخل قاعات المبنى خصوصاً الأقسام التي شهدت إقبالاً شديداً من المراجعين. وألمح إلى أن بعض العاملين داخل المبنى أكدوا للمراجعين أن العمل سيستمر خلال الفترة المسائية من اليوم والأسبوع المقبل، لإنهاء ما يمكن إنهاؤه من معاملات أو تسليم جوازات سفر المواطنين، وتخليص معاملات السفر والإقامة للمقيمين، ما حدا بأعداد كبيرة منهم للمغادرة على أمل العودة مساءً إلى مقر مبنى الجوازات. وأكد أحد المراجعين داخل مكتب الجوازات سليمان الخليفي ل«الحياة» أن حال التأخير التي حدثت في إنهاء المعاملات لن تفيد في الهرب من قيود الغرامة المالية المفروضة على أي معاملة تتأخر يوماً واحداً عن وقتها المحدد، مضيفاً: «إننا سئمنا من القطوعات المتكررة للأجهزة الحاسوبية التي عطلت كثيراً من مهماتنا، وجعلتنا نخسر كثيراً من الوقت والمال من دون أي فائدة»، مشدداً على ضرورة أن يجد المسؤولون عن هذه المشكلة حلولاً سريعة وفعالة للقضاء عليها نهائياً. و استغرب عدم وجود فنيين متمكنين لإنهاء هذه الأعطال وقت وقوعها، وقال: «أستغرب من عدم وجود فنيين في الصيانة وإصلاح الأعطال، ليكونوا موجودين داخل مقر المبنى لإصلاح أي عطل مفاجئ، خصوصاً خلال أيام الذروة والإجازات الموسمية والتي تشهد إقبالاً مكثفاً من المستفيدين». بدوره، رفض المراجع خالد العوفي كل المبررات التي تسوقها إدارة الجوازات حول عدم تمكنها من إصلاح الأعطال خصوصاً الأجهزة الحاسوبية، والتي تعتبر الخط الأول والرئيس في إنهاء جميع المعاملات، وقال «لا يعقل أن إدارة الجوازات لم تجد حلاً حتى الآن لهذه المشكلة، على رغم أنني أعتقد أنها ليست بتلك الصعوبة، فالمشكلة لا تحتاج إلا لفنيين موجودين على مدار الساعة للإصلاح». وأضاف «صراحةً لم أفاجأ بتعطل الأجهزة الحاسوبية داخل الجوازات، كون هذا الأمر أصبح معتاداً عليه خصوصاً أوقات الإجازات وحلول شهر رمضان، فهذا الموسم يعد الثاني التي تتعطل فيه أجهزة الحاسب في مكتب جوازات جدة». وزاد «تسبب هذا الأمر في تعطل مئات المعاملات أولاً، وثانياً عمل على إيجاد طوابير طويلة لا يمكن لها أن تتخلى أو تتراجع عن مواقعها بين الصفوف لأن ذلك ربما يجعلها عرضةً للغرامة المالية حال التأخر لو ليوم واحد، في إنهاء أي معاملة آملة في الوقت ذاته عودة الأجهزة إلى العمل في أي لحظة من اللحظات».