قبل أن يصل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى الولاياتالمتحدة، ووسائل الإعلام الأميركية تتحدث باستفاضة عن الزيارة وما يمكن أن تحقق للولايات المتحدة، وأهم معالم تلك الزيارة، وهل ستكون عادية أم هناك شيء جديد يلوح في الأفق؟ إلا أنها كانت على أرض الواقع مفاجأة لكثير من السياسيين والاقتصاديين، بما فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أكد أن الصلاحيات التي يملكها ولي العهد السعودي، خلال زيارته الولاياتالمتحدة، تؤكد أن كثيراً من الملفات سيتم حلها، ودفع عجلة الشراكة الاقتصادية الأميركية - السعودية بشكل أكبر، وبدأت الصحافة الأميركية تتحدث منذ ال20 من آذار (مارس)، وهو أول يوم لوصول ولي العهد السعودي إلى واشنطن، عن كثير من الملفات التي ناقشها ولي العهد السعودي، وما صاحب تلك الزيارة من برامج وفعاليات وتسويق للاستثمار في المملكة العربية السعودية، الشيء الذي أذهل كثيراً من الاقتصاديين، ليس على في الولاياتالمتحدة فحسب، بل حتى على مستوى العالم. ويشير رجل الأعمال سعيد آل كدسة إلى أن المتابع لزيارة ولي العهد يشعر بأن السعودية بدأت «فعلياً تغزو الأسواق الأميركية، من خلال لقاءات ولي العهد الشاملة والمستمرة مع المسؤولين كافة والسياسيين والاقتصاديين وفي كل الأصعدة، ما يؤكد أن جدول الأمير محمد مليء جداً بالمفاجآت للولايات المتحدة، الدولة الأكبر اقتصاديا وعسكرياً، إذ استطاع ولي العهد أن يجدد العلاقة مع الولاياتالمتحدة بشكل أكبر مما كانت عليه، وعلى المدى الطويل، لضمان استقرار الشراكة بين الدولتين، وبالتالي أنا، بصفتي رجل أعمال، وغيري من السعوديين نلمس من خلال زيارة الأمير محمد ثقة رجال الأعمال والمستثمرين في الولاياتالمتحدة بما تم طرحه، وبالتالي فإن مشروع الطاقة الشمسية وغيرها من التراخيص، التي تم إصدارها لكثير من الشركات تعطي مؤشراً قوياً عن تطور الاستثمار في السعودية، وأن السوق السعودية في تطور كبير، وهو مرغوب عالمياً». من جهة أخرى، أشار الباحث في مجال الإعلام الدكتور غرم الله العلياني إلى أن الزيارة كانت مدروسة بشكل فريد من الدولة السعودية، التي استطاعت أن تلفت نظر كل وسائل الإعلام الأميركية، ولاسيما في ظل نهم الشباب المرافقين لولي العهد، من خلال زياراتهم المستمرة لكل المؤسسات الشبابية والتعليمية والشركات العالمية، إلى جانب الاتفاقات والشراكات التي تم توقيعها، كل ذلك الحراك الكبير في زيارة الأمير إلى أكبر دولة في العالم يؤكد بلا شك قدرة السعودية والسعوديين على الوصول إلى مصاف الدول الكبرى في تطوير الجانب الاقتصادي والإعلامي والسياسي، ليتأكد من خلال هذه الزيارة أن السعودية أكبر الدول في الشرق الأوسط القادرة على التغيير في كل شيء. مكتب ولي العهد لا يهدأ والعساكر يعقد شراكات تعليمية وفنية على رغم أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة تشكل ضغطاً على أداء مكتبه في التنسيق والتنظيم والمتابعة الدقيقة لجدول الزيارة، ولاسيما في ظل اهتمامات ولي العهد ودقته وكثرة ورش العمل والزيارات التي يعقدها مع كل السياسين والاقتصاديين والمثقفين ورجال الأعمال، إلا أنه في الجانب الآخر يعمل مكتب ولي العهد برئاسة بدر العساكر على عقد شراكات وزيارات وورش عمل أخرى، على هامش الزيارة، إذ شهدت زياراته، وفريق شباب مؤسسة «مسك» اللقاء بمديري جامعات أميركية ومؤسسات شبابية فكرية وتعليمية وفنية، كما تم عقد عدد من الشراكات لتطوير منظومة العمل في مؤسسة «مسك». ويشير محمد بن ناصر الشهراني أحد الطلاب المبتعثين أن كثيراً من المبتعثين في الولاياتالمتحدة يشيرون إلى قدرة مكتب ولي العهد على هذا التنسيق الكبير والمتابعة الدقيقة لكل تفاصيل الزيارة، وما تقوم به مؤسسة «مسك» من شراكات علمية وتدريبية مشيراً إلى أن مؤسسة «مسك» استطاعت أن تؤثر في مسار العمل التعليمي في المملكة العربية السعودية، لما تمتلكه من إدارة فعالة ومؤثرة وسريعة التنسيق ودقة العمل، وبالتالي فإنها قادرة على أن تقود العملية التعليمية في المملكة برمتها. القناص: مدارسنا وجامعاتنا يجب أن تشير في الأنشطة اليومية إلى أهمية الزيارة طالب الباحث والدكتور عبدالله القناص كل الجامعات السعودية والمؤسسات التعليمية بأن تتطور في خططها وبرامجها المنهجية، إضافة إلى أهمية تطوير الفكر لدى أعضاء هيئة التدريس والمعلمين ليكونوا قادرين على تحقيق رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مشيراً إلى أن زيارة ولي العهد السعودي وقدرته الفائقة على تنفيذ عدد من الشراكات والبرامج تؤكد، بما لا يدعو إلى الشك، أن المطلوب من مسؤولي الجامعات والتعليم الكثير، لتحقيق تطلعات القيادة في الرؤى المطلوبة، مشيراً إلى أن البرامج والأنشطة التي تقام في المؤسسات التعليمية السعودية اليوم لا ترقى إلى تطلعات القيادة، وأنه ينبغي أن نستشعر كل الخطوات التي بذلها ولي العهد السعودي في زيارته لإحدى أهم الدول العالمية في الجانب الاقتصادي والتعليمي والسياسي، مبيناً أنه من المفترض أن نتوافق وبشكل سريع ونتفاعل مع تلك الزيارات ودورها الكبير في الدعم الاقتصادي. وأضاف: «أتمنى أن أجد المعلمين والمعلمات قادرين على إيصال رؤية ولي العهد السعودي والدور الكبير الذي يقوم به هو وفريق العمل، في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، إذ ينبغي أن يعرف طلابنا وطالباتنا ما الهدف من تلك الزيارة، ودورها في تحقيق حلم كل مواطن سعودي»، مشيراً إلى أن من الضروري أن تتفاعل كل المؤسسات التعليمية مع هذه الزيارة عملياً، وأن تجد الدعم اللامحدود من المؤسسات التعليمية. ... و«سابراك» تعقد منتدى «تمكين المرأة» عقدت لجنة العلاقات العامة السعودية - الأميركية (سابراك) بنادي الصحافة الوطني بواشنطن ،أول منتدى بعنوان «تمكين المرأة بين الثقافة السعودية والثقافة الأميركية» أول من أمس. وتطرق المتحدثون في المنتدى إلى الأدوار القيادية النسائية في المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة الأميركية، وكذلك دور المرأة في البلدين في الأعمال التجارية وريادة الأعمال، وتأثير رؤية المملكة 2030 على المرأة إقليمياً وعالمياً، وقدم المتحدثون رؤى عن مستقبل المرأة في المملكة، وأعربوا عن تفاؤلهم بالتوجه نحو حقبة غير مسبوقة من الرخاء والابتكار. وقالت مندوبة الشباب السعودي في جمعية الشباب التابعة للأمم المتحدة رزان العقيل: «إن جميع الجوانب في المجتمع السعودي مفتوحة الآن للنساء». من جانبها، قالت أستاذة العلوم السياسية في كلية أيونا وشريك في أبلايد تكنوميكسالدكتورة جين زينو: «أعتقد أن المملكة العربية السعودية تقدم مثالاً ممتازاً عن أهمية أن يكون لدى الجميع فرصة متاحة للقيادة». وقالت نائبة الرئيس المدير التنفيذي للجنة العلاقات العامة السعودية الأميركية الدكتوره ريم دفّع: «التغيير يحدث بسرعة في المملكة العربية السعودية، وهو أمر جميل، ونريد الجميع أن يأتي إلى بلادنا وأن يسهموا، وأنتم مدعوون للحضور والانضمام إلى هذا التغيير التاريخي والمضي معنا في الطريق نحو رؤية 2030». ويعد هذا المنتدى أول حدث نسائي سعودي - أميركي من نوعه، يجمع بين متحدثات وأكاديميات وسيدات أعمال، ويجسد إمكانات المرأة السعودية والأميركية. وذكرت لجنة سابراك أن النساء السعوديات يشكلن عنصراً أساسياً في مستقبل المملكة العربية السعودية، وأن الحوار البناء والمبادرات المشتركة بين الثقافات النسائية السعودية والأميركية ستوفر المزيد من التقدم في جميع المجالات.