قال مسؤول أميركي كبير إن بلاده رصدت عودة «متشددين» ليبيين إلى بلادهم لقتال نظام العقيد معمر القذافي. لكن دانيال بنجامين، منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، قال في مقابلة مع «الحياة» في لندن، إن المجلس الوطني الانتقالي تعهد عدم التساهل مع الإرهابيين. وأوضح: «لا يمكنني أن أدّعي أننا لسنا قلقين من انتشار الأسلحة في ليبيا، وأن القتال هناك صار مصدر جذب لمتشددين من خارج المنطقة المحيطة مباشرة بليبيا». وأشار الى انه ليس هناك شك في أنه ستكون هناك «مطبات» في الطريق، لكننا لا نرى أن «القاعدة» أو الموالين لأيديولوجيتها، سيأتون إلى السلطة بسبب ذلك». وقال إن الجهاديين الذين يقاتلون نظام القذافي «بالتأكيد ليسوا حلفاءنا»، على رغم أن هدفهم واحد مثل الأميركيين، وهو تغيير نظام العقيد الليبي. وقال إن بلاده تشعر «بقلق بالغ من أن بعض أنواع الأسلحة والذخائر صار طليقاً في ليبيا»، رافضاً الدخول في «معلومات استخباراتية» عن إمكان أن تكون وصلت إلى فرع «القاعدة» المغاربي. في غضون ذلك، اضطر الثوار الليبيون أمس إلى التراجع من بئر الغنم في منطقة الجبل الغربي بعد قصف تعرضوا له من قوات العقيد معمر القذافي. وجاء تراجع الثوار بعدما كانوا قد تقدموا إلى مسافة 80 كلم فقط جنوب العاصمة طرابلس. وحض العقيد معمر القذافي مواطنيه أمس على «الزحف» على المدن التي يسيطر عليها الثوار الذين وصفهم بأنهم «عملاء» لفرنسا، مشيراً تحديداً إلى الجبل الغربي ومصراتة. وحذّر في كلمة صوتية بثها التلفزيون الرسمي خلال مشاركة آلاف من مناصريه في تظاهرة حاشدة في الساحة الخضراء بوسط طرابلس، من ان حلف «الناتو» يواجه «كارثة» في ليبيا إذا لم يوقف عمليات القصف. وقال: «إننا ننصحكم بالتراجع قبل أن تواجهوا كارثة». كما دعا «ملايين» الليبيين إلى الزحف على مواقع منشآت النفط لحمايتها. وجاءت كلمة القذافي في وقت اعتبر رؤساء الدول الافريقية الذين يشاركون في قمة مالابو، أمس، انه يجب استبعاد الزعيم الليبي من المفاوضات لاخراج ليبيا من الأزمة. وقال رمضان العمامرة مفوض السلم والأمن في الاتحاد الافريقي لوكالة «فرانس برس»، إن الوثيقة الختامية التي تمت الموافقة عليها في القمة ال 17 للاتحاد الافريقي، بعد مشاورات استمرت ساعات، نصت على أنه «يجب ألا يشارك القذافي في المفاوضات». وقال العمامرة ان رؤساء الدول اتفقوا على «اتفاق اطار». وبموجب الاتفاق، سيرفع وسطاء الاتحاد الافريقي، أي جنوب افريقيا والكونغو ومالي واوغندا وموريتانيا، هذه الوثيقة الى «الطرفين الليبيين أي حكومة الجماهيرية الليبية والمجلس الوطني الانتقالي». وكرر سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الليبي، اقتراحه تنظيم انتخابات بإشراف دولي لتحديد من يحكم ليبيا. ودعا في مقابلة مع تلفزيون «آر تي» الروسي، إلى دور حازم لموسكو في الأزمة الليبية يعيدها «كقوة عظمى». ونفى اتهامات المحكمة الجنائية الدولية له بالتورط في جرائم ضد الإنسانية في ليبيا، ودافع عن أداء قوات الأمن في شرق البلاد، قائلاً إنها اضطرت إلى الدفاع عن ثكناتها عندما هاجمها المحتجون في بداية الثورة في شباط (فبراير) الماضي. وقال إن كثيرين في ليبيا يلومونه شخصياً على ما حصل، لأنه كان «متساهلاً» في الانفتاح على معارضي النظام، بما في ذلك الإسلاميين، الذين توسط لإخراجهم من السجون، في إشارة إلى أعضاء «الجماعة الإسلامية المقاتلة». واتهم سيف الإسلام، في المقابلة التي ظهر فيها بزي ليبي تقليدي وملتحياً مثل «الدراويش»، قوات حلف «الناتو» بمحاولة اغتياله واغتيال والده.