لندن، واشنطن، كابول - يو بي آي، رويترز - أكد منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية دانيال بنجامين أن قتل وحدة كوماندوس أميركية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان في أيار (مايو) الماضي انهك التنظيم، وأبدى اعتقاده بأن الزعيم الجديد للتنظيم أيمن الظواهري يختبئ في المنطقة الحدودية بين أفغانستانوباكستان. وقال إن «إزاحة شخص من قيمة بن لادن أضعف القاعدة بالتأكيد، لذا نعتبر التخلص منه أهم إنجاز في الحرب ضد التنظيم منذ اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وأضاف أن «تأثير مقتل بن لادن قضى على رمز القاعدة وطريقة عملها، خصوصاً انه شارك بفاعلية حتى اللحظات الأخيرة من حياته في إدارة التنظيم الذي تعرض لانتكاسة كبيرة لكنه لم ينته ولا يزال مصدر خطر كبير، وقد يسعى في المستقبل القريب إلى إظهار قدرته على التحرك عبر العنف». ورداً على سؤال عن الجهات التي تدعم «القاعدة» واحتمال أن تكون إيران احدها، أجاب بنجامين أن أفراداً دعموا التنظيم، «لذا تركز استراتيجيتنا لمكافحة الإرهاب على حرمان هذا التنظيم من مصادر يحتاجها لممارسة نشاطاته العنيفة، لكننا لا نعتقد بأنه يتلقى دعماً قوياً من دولة بعينها». ولفت إلى قلق واشنطن من جود شخصيات بارزة من «القاعدة» في إيران، و»قد تكون رهن الاحتجاز هناك، علماً أننا شجعنا الإيرانيين مرات على إرسال هؤلاء إلى دولهم أو إلى بلدان أخرى تريد محاكمتهم، وجددنا هذه المطالب من دون أن يستجيبوا حتى الآن». ورفض بنجامين التعليق على احتمال اقتراب الولاياتالمتحدة من معرفة مكان الظواهري، وقال: «لا نعلّق على المسائل الاستخباراتية، لكننا نعرف أن قادة القاعدة يختبئون في مكان ما على الحدود بين أفغانستانوباكستان، فيما لن أقول شيئاً عن مدى قربنا أو بعدنا من الظواهري». واعتبر مسؤول أميركي أن الأحداث التي تشهدها ليبيا واليمن وسوريا والتطورات التي مرت بها دول عربية أخرى أثّرت على «الحرب ضد الإرهاب» في العالم، مؤكداً قلق واشنطن من صرف هذه الأحداث بعض الدول التي باتت غير يقظة حيال مكافحة الإرهاب كما كانت الحال سابقاً، «كما أننا قلقون من استغلال القاعدة وجماعات تابعة لها ما يحدث في هذه الدول للتدخل، كونهم ينشطون في مناطق الصراع والحروب». وأضاف: «لا نرى أن القاعدة تلعب دوراً سياسياً بارزاً في أي من هذه الدول خصوصاً اليمن التي ستبقى «شريكاً قوياً» لنا في محاربة هذا التنظيم كما في السابق، وذلك بعد إنهاء خلافاتها واستئنافها العملية السياسية». وحول إمكان مساهمة عملية المصالحة المزعومة في أفغانستان بعزل «القاعدة»، قال بنجامين: «اشترطنا قطع طالبان كل الاتصالات مع القاعدة ونبذ العنف، باعتبارهما مسألتين أساسيتين لنا». على صعيد آخر، كشف مسؤولون أميركيون أن واشنطن ترفض مطالبة إسلام آباد بمغادرة عسكريين أميركيين قاعدة «شمسي» الجوية في إقليم بالوشستان جنوب غربي باكستان التي تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي أي) في شن هجمات بطائرات من دون طيار على متشددين مشبوهين. وقال احدهم: «لم يغادر العسكريون الأميركيون المنشأة، ولا نية لهم لإجلائها عنها»، علماً أن إعلان الولاياتالمتحدة استمرار عمليات طائراتها بلا طيار زاد تعقيدات العلاقة المشحونة بالتوترات بين سلطات الأمن في واشنطن وإسلام آباد التي تتعرض لضغوط متزايدة منذ شهور. وفي أفغانستان، قتل 13 مدنياً بينهم أطفال وجرح 33 في انفجار قنبلة لدى مرور حافلة ركاب ليل اول من امس في خاش رود بولاية نمروز (غرب). وبلغت مستويات العنف العام الماضي أعلى مستوياتها منذ أن أطاحت القوات الأميركية نظام «طالبان» نهاية عام 2001. وتصاعدت وتيرة العنف مجدداً منذ أن بدأت الحركة «هجوم الربيع» في أيار (مايو) الماضي، والذي اعتبر الشهر الأكثر دموية للمدنيين في أفغانستان منذ أربع سنوات.