أكد مسؤول عسكري عراقي بارز أن قواته أكملت انتشارها غرب محافظة نينوى بعد انسحاب قوات حزب «العمال الكردستاني» في إطار «تفاهمات ثنائية» مع أنقرة، فيما اعتبرت واشنطن أن وجود عناصر الحزب في المنطقة «يشكّل تهديداً لأمن تركيا». وواصلت قوات من الجيش الاتحادي و «الحشد الشعبي» أمس، انتشارها في سنجار وأطرافها، مع انسحاب تدريجي لعناصر حزب «العمال الكردستاني» وصولاً إلى الحدود مع سورية، وتزامن ذلك مع زيارة لرئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عثمان الغانمي إلى المنطقة. وأفادت وزارة الدفاع العراقية في بيان بأن الغانمي تفقد القوات العسكرية المنتشرة في المناطق والقرى الحدودية بين العراق وسورية وتركيا، إضافة إلى المنافذ الحدودية، وأكد «سيطرة القوات الأمنية التامة على كل مناطق قضاء سنجار والشريط الحدودي». إلا أن مصادر مطلعة كشفت عن أنه «سيبقى للكردستاني موطئ قدم في المنطقة تحت غطاء قوة حماية مشكلة من مئات المتطوعين الإيزيديين العراقيين، والتي كانت شكلت عقب اقتحام تنظيم داعش بلدة سنجار وارتكابه جرائم أواسط عام 2014». وأكّدت مصادر كردية أن «قوات من البيشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان منعت قوات اتحادية من دخول منطقة مزار شرف الدين (معبد الإيزيديين)»، متحدثة عن «اتصالات بين الطرفين للاتفاق على صيغة للحل». إلى ذلك، جدد الطيران الحربي التركي قصف مواقع افتراضية ل «العمال الكردستاني» في إقليم كردستان، ضمن عملية يشنها منذ ثلاثة أسابيع توغل خلالها بحدود 15 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية بموازاة هجوم تركي على مناطق كردية في سورية. وأفاد سكان محليون بأن «القصف طاول جسراً في قضاء العمادية التابع لمحافظة دهوك، وكذلك قرى ساركي وكوكر وبيزل في منطقة شيلادزي». وأتى ذلك، في وقت اعتبر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أن بقاء عناصر «العمال الكردستاني» في سنجار «يشكّل تهديداً لتركيا». وقال: «نترقب انسحاب هذه العناصر من المنطقة». وأكد في تصريحات أثناء زيارته المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع «البنتاغون»: إن «هذا الحزب مصنف ضمن قائمة الإرهاب لدى الولاياتالمتحدة وارتكب فظائع، وعليه نتطلع الى أن ينسحب من سنجار». ورفض ماتيس الرد على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن ستدعم تركيا في حال شنها عملية عسكرية في سنجار، قائلاً: «لا يمكن تقديم معلومات حول عمليات مستقبلية». وكشفت وزارة الخارجية الأميركية أن «مساعدة وزير الخارجية بالوكالة للشؤون السياسية والعسكرية تينا كيدانو ستزور تركياوالعراق»، مشيرة إلى أن «الزيارة تهدف إلى البحث في شؤون الأمن الإقليمي، وملفات تتعلق بالتجارة والمجال الدفاعي».