رفضت فصائل عسكرية تابعة لحزب «العمال الكردستاني»، بزعامة عبدالله أوجلان، إخلاء مبانٍ ومواقع تشغلها في قضاء سنجار إلا بأوامر من الحكومة العراقية، فيما دعا قيادي كردي سوري إلى «احترام» إرادة وخيارات الإيزيديين والعمل على إنشاء «إدارة ذاتية» خاصة بهم. وكان قائمقمام القضاء محما خليل أعلن أن قوات حزب «العمال» رفضت الإمتثال إلى قرار مجلس محافظة نينوى إخلاء المباني الحكومية التي تشغلها، وسط مخاوف من تصعيد التوتر والصراع على النفوذ بين الفصائل الكردية المسلحة التي استعادت القضاء من سيطرة «داعش» في 14 الشهر الجاري. وعزا القيادي في «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية دمهات جفيان الرفض إلى أن «عملية تحرير سنجار بالكامل لم تنتهِ بعد، وما زالت الأوضاع غير مستقرة»، مشيراً إلى أن قواته «ستنسحب وستخلي المباني التي تشغلها، بعد استباب الأمن وتحرير كامل القضاء، وعودة النازحين إلى منازلهم»، في المقابل نقل موقع الحزب «الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني عن القائد في قوات «البيشمركة» قاسم دربو رفضه «احتلال المؤسسات الحكومية من قبل وحدات حماية الشعب، أو التحجج بعدم صدور أوامر من بغداد، فالقرار غير مرتبط بالحكومة الاتحادية، بل بمجلس نينوى». وقال ممثل «الإدارة الذاتية الديموقراطية في جنوب كردستان» السورية شيرزاد اليزيدي ل «الحياة» إن «القوات في سنجار كردستانية مشتركة ساهمت جميعها في تحرير المدينة، كقوات الدفاع الشعبي (تابعة لحزب العمال) وقوات مقاومة سنجار، والبيشمركة، وقبلها أقدمت وحدات حماية الشعب في كارثة سقوط المدينة بيد داعش الإرهابي قبل أكثر من عام، بعد انسحاب البيشمركة، على إنقاذ عشرات الآلاف من أهلنا الكرد الإيزيديين عبر فتح ممر آمن نحو غرب كردستان (المناطق الكردية السورية)، والمقاومة مستمرة إلى الآن»، وذكر أن «قوات وحدات حماية الشعب ساهمت عبر عملياتها في منطقة الهوز (قرية سورية حدودية)، في إنجاح معركة سنجار، وهذا ما جعلها أن تكون معركة واحدة». وأوضح اليزيدي أن «وجود القوات اليوم هو للدفاع الشعبي ووحدات حماية سنجار، والمشكلة من الإيزيديين، ومن حقها استكمال عملية التحرير، ومعروف أنها كانت القوة الأولى التي دخلت مركز المدينة في عملية التحرير»، وعما أعلنه قائمقام القضاء عن عدم امتثال القوتين لإخلاء المباني التي تشغلها قال: «لسنا في صدد الدخول في مهاترات، بل نحترم إرادة الشعب الإيزيدي في خياراته وتنظيم وضعه، وندعو إلى الاستفادة من التجربة القاسية للإبادة الجماعية التي تعرض لها، في أن تبادر سنجار في البدء بإعادة التنظيم على المستويات العسكرية والسياسية وصولاً إلى تأسيس إدارة ذاتية ديموقراطية تكون جزءاً من إقليم كردستان في إطار تعزيز اللامركزية». وختم قائلاً: «للأسف أن تصريحات ومواقف الإخوة في الحزب الديموقراطي كانت متشنجة واستفزازية».