أعرب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن رغبة بلاده في النأي عن أي صراع محتمل بين الولاياتالمتحدةوإيران، ما اعتبره مقربون ترجمة لقلق بغداد من استخدام الطرفين العراق كساحة لتصفية الحسابات، بالإضافة إلى تصاعد المخاوف من تكرار الخروق الأمنية في كركوك التي تشهد اضطرابات وعودة للنشاطات المسلحة قبل الانتخابات المقررة في 12 أيار (مايو) المقبل. وقال العبادي، خلال مؤتمر للطاقة في بغداد امس، إن العراق يريد تحقيق «توازن» في علاقاته مع واشنطن وطهران، وقال إن هذه السياسة تصب في مصلحة البلد. واستخدم العبادي للمرة الأولى تعبير «النأي بالنفس» في اشارة الى التوتر المتسارع في العلاقات بين واشنطن وطهران. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى أخيراً تغييرات في ادارته شملت وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ومدير «سي آي أي»، واعتبرت تلك التغييرات في الأروقة السياسية العراقية بداية لتصعيد محتمل في موقف واشنطن من ايران التي ما زالت تمتلك نفوذاً كبيراً في القرار السياسي العراقي. ويفيد مقربون من رئيس الوزراء بأنه يخشى تطور الصراع بين الجانبين لدرجة استخدام العراق كساحة تصفية حسابات، إذ كانت إيران دعمت العمليات العسكرية ضد القوات الأميركية والتي نفذتها مليشيات تعلن باستمرار استعدادها لتنفذ عمليات عسكرية ضد المصالح الأميركية في العراق، كما توجه تهديدات الى دول أخرى. وتأتي هذه المخاوف وسط تكرار الخروق الأمنية خصوصاً في كركوك ومحيطها، حيث أعدم مسلحون مخطوفين من الشرطة بعد اسابيع على مقتل عشرات من عناصر «الحشد الشعبي» في مكمن. ويبدو أن تلك الخروق باتت تستخدم في شكل واسع للطعن في قدرة الحكومة العراقية على ضبط الأمن. وكان زعيم «عصائب اهل الحق» قيس الخزعلي هدد في تغريدة ب «النزول مجدداً الى الميدان» ما فهم باعتباره تهديداً بتجاوز أوامر الحكومة العراقية التي وضعت قوات «الحشد الشعبي» في نطاق المؤسسات الرسمية. وتهديد الخزعلي الذي يوصف بأنه من المقربين الى ايران، دفع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لإعلان استعداده لإنقاذ كركوك من الإرهاب والطائفية. وقال الصدر رداً على سؤال لأحد اتباعه انه على استعداد تام «للتدخل في كركوك، بخاصة مع التقصير الحكومي في الملف الأمني، لإنقاذ المدينة من يد الإرهاب والصراعات السياسية والطائفية». وكان العبادي حذر مساء اول من امس من «تكرار كارثة الانهيار العسكري اذا لم يتحقق ما يمنع ذلك». وقال خلال لقائه محتجين على النقص في الخدمات في احدى المناطق الشعبية ببغداد: «عانت مدننا كثيراً من النقص في الخدمات وضعف البنى التحتية»، في وقت كانت الحكومة «منشغلة بتغطية نفقات الحرب ضد تنظيم داعش». وحذر العبادي من نشر الإشاعات، وقال إنه «مستغرب» من نشر «انتصارات كاذبة لداعش على حساب القوات العراقية وأمن الوطن والمواطنين». ودعا الى «تكاتف جميع العراقيين من اجل منع تكرار كارثة الانهيار العسكري والأمني وسقوط المحافظات».