استضاف مسرح قلعة صلاح الدين في قلب القاهرة القديمة حفلة موسيقية لعازف العود العراقي نصير شمة وعازف الغيتار الفرنسي برنار لافيلييه، في أمسية حالمة أمتعت الجمهور وأبعدته ولو قليلاً عن مشاكل الحياة اليومية. وقدم الموسيقيان معاً أغنية لافيلييه «على الطريق مجدداً» في محاولة مزج الموسيقى الغربية بالشرقية، حيث التقت تجربتان موسيقيتان مختلفتان، كما ظهر في الأغنية مدى التناغم والإلفة بين الغيتار والعود. عزف شمة مقطوعات، بعضها من مؤلفاته مثل «عيد الموسيقى» و «دعوة للحب»، التي ظهر فيها انسجامه التام مع أوتار عوده، ثم قدّم مجموعة من الألحان التراثية والفولكلورية العربية مثل «طالعة من بيت أبوها» و «يا مال الشام» و «الدلعونة» و «زوروني كل سنة مرّة»، ليختتم وصلته بالنشيد الوطني المصري. وصعد لافيلييه إلى المسرح ملوحاً بعلامة النصر، مع أعضاء فرقته التي تضم عازفين على الأوركوديون والباص غيتار والدرامز، ليثير انفعال الجمهور بموسيقاه الحيوية التي تتنوع بين السوينغ والسالسا، وصوته الأجش الحنون وأغانية التي تحمل بُعداً سياسياً. وقال شمة ل «الحياة»: «حاولت من خلال اختياراتي للمقطوعات التي قدّمتها تأكيد كوننا أبناء وطن واحد ومن نسيج ثقافة عريقة متعددة الأطر، وهذا العرض قدمته من قبل في مهرجان موازين المغربي وفي تونس وكندا، وهو عرض نابض بالحياة، يليق بالثورات في العالم العربي». وأشار الى أن تقديم النشيد الوطني المصري في الحفلة هو تحيته لشهداء الثورة. أما لافيلييه فقال: «أشعر بالفخر وأنا أقدم موسيقاي في هذا المكان التاريخي، خصوصاً بعد ثورة الشباب التي أوصلت البلاد الى الحرية». والحفلة نظمت بالتعاون بين المركز الثقافي الفرنسي ووزارتي الثقافة والآثار في مصر.