نددت الصين اليوم (الاثنين) ب «الترهيب الاقتصادي» الذي تمارسه الولاياتالمتحدة اثر إعلان الرئيس دونالد ترامب عن رسوم جمركية جديدة، لكنها أكدت استعدادها للتفاوض لحل الخلافات التجارية. ودخل البلدان في سجال خلال الأيام الأخيرة ما زاد المخاوف من اندلاع حرب تجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. وقال ترامب الخميس الماضي أن واشنطن ستفرض رسوماً جديدة على واردات صينية قيمتها 60 بليون دولار على خلفية «سرقة» الملكية الفكرية، ما هز الأسواق المالية العالمية. وأشاد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بالإجراءات التي اعتبرها تعني «انتهاء حقبة الاستسلام الاقتصادي». ولدى سؤالها عن هذه التصريحات، ردت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونينغ بالقول في إيجاز صحافي اليوم أنه «كان من الأنسب القول أن الوقت حان لإنهاء الترهيب الاقتصادي والهيمنة الأميركية». وردت بكين على الإجراءات وكشفت الجمعة عن لائحة منتجات أميركية قيمتها ثلاثة بلايين دولار يمكن أن يتم فرض رسوم عليها، رداً على الرسوم التي فرضتها واشنطن على الحديد الصلب والألمنيوم في حال فشلت المفاوضات. وقالت هوا: «لدينا الثقة والقدرة على حماية مصالحنا المشروعة والقانونية مهما كانت الظروف»، مشيرة إلى أن «الكرة الآن في ملعب الولاياتالمتحدة». وبينما تبادل الطرفان الاتهامات علناً، بدأ مسؤولون أميركيون وصينيون مفاوضات وراء الكواليس لتحسين شروط وصول الولاياتالمتحدة إلى السوق الصينية الضخمة، وفق ما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأحد. ولدى سؤالها عن التقرير، أوضحت هوا: «نكرر دائماً أن الجانب الصيني يرغب في التفاوض مع الولاياتالمتحدة لمعالجة وجه التباين في شكل جيد على أساس الاحترام المتبادل والتساوي في الفوائد المتبادلة»، مشددة على أن «بابنا مفتوح على الدوام أمام الحوار والتشاور». من جهة ثانية، قال مبعوث الصين لدى منظمة التجارة العالمية تشانغ شيان جتشن اليوم أن على أعضاء المنظمة أن يعملوا معاً لمنع الولاياتالمتحدة من تدمير المنظمة، مشيراً إلى أنه يجب عليهم التصدي للرسوم الجمركية الأميركية التي تستهدف ما تردد عن «سرقة الصين لحقوق الملكية الفكرية». وأبلغ تشانغ اجتماعاً للمنظمة بأن «أعضاء منظمة التجارة العالمية يجب أن يعملوا معاً... لإعادة هذا الوحش إلى قفص قواعد منظمة التجارة» في إشارة إلى تعهد سابق للولايات المتحدة عدم استخدام مثل تلك الرسوم الجمركية من دون الحصول على موافقة المنظمة أولاً. وأضاف أن «الانفرادية تتعارض في شكل جوهري مع منظمة التجارة العالمية، مثل النار والماء. إذا انقلب القارب في بحر مفتوح فلا أحد في مأمن من الغرق. يجب ألا نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد شخصاً يخرب القارب. منظمة التجارة العالمية تحت الحصار، وعلينا جميعاً أن نتكاتف للدفاع عنها».