حذّر وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية إيفان لويس، من أن «عودة «حزب الله» الى التسلح في شكل جدي وملحوظ» والطلعات الجوية الإسرائيلية في أجواء لبنان تشكلان خرقاً للقرار 1701»، وكشف عن «تكرار لفت مسؤولي بلاده نظر إسرائيل إلى وجوب وقف هذه الخروق». في حين أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن «الخرق الاسرائيلي المستمر للقرار 1701 يبقي الوضع في دائرة القلق». وواصل لويس أمس زيارته لبنان، فالتقى سليمان ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ في حضور السفيرة البريطانية فرانسيس غاي. وجدد سليمان «التزام لبنان تنفيذ القرار 1701»، مؤكداً أن «مشكلة الشرق الأوسط لن تجد حلاً دائماً وشاملاً وعادلاً ما دامت إسرائيل لا تعطي اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم، وفي طليعتها حق العودة الذي تنص عليه مبادرة بيروت العربية وتتضمنه قمة الدوحة». كما لفت إلى أن «المرحلة المقبلة ستشهد تركيزاً حكومياً ونيابياً على الإصلاحات السياسية والإدارية والقضائية وكذلك اللامركزية الإدارية وعلى قانون جديد للانتخابات يعتمد التمثيل النسبي». ورأى لويس من جهته أن «ترشح لبنان للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن خطوة مهمة جداً»، لافتاً إلى أن بلاده «مستعدة لتقديم المساعدة للبنان كي تكون مشاركته وعضويته فاعلة في المجلس». وعبّر عن رغبة بلاده في «مساعدة لبنان في إعادة بناء نفسه»، مشيراً إلى «إيمان بريطانيا بأن الإصلاحات السياسية والاقتصادية في لبنان مهمة جداً لتأمين مستقبل زاهر له». وأبدى قلقة إزاء الخروق المرتكبة للقرار 1701»، مشدداً على «أهمية استمرار جدية لبنان في التنفيذ وسعيه المتواصل إلى الإمساك بزمام الأمور»، وفي مؤتمر صحافي مشترك مع صلوخ، أكد لويس أنهما ناقشا «أهمية احترام جميع الأطراف القرار 1701»، وقال: «كمملكة متحدة وكمجتمع دولي، نحن قلقون حيال تطبيق القرار، وأوضحنا ذلك للحكومة الإسرائيلية، خصوصاً أن الطلعات الجوية الإسرائيلية في أجواء لبنان تشكل خرقاً كبيراً للقرار. في موازاة ذلك، نحن قلقون جداً لعودة «حزب الله»، الى التسلح في شكل جدي وملحوظ، وهذا يتعارض مع القرار 1701»، مشيراً الى أن صلوخ «أكد لي ان الجيش اللبناني مدعوماً من «يونيفيل»، سيضطلع بمسؤولياته في شكل كامل من اجل تفادي حصول أي تسلح او استعمال الوسائل العسكرية أو الوسائل الإرهابية من قبل «حزب الله»... وسندعم بقوة دور «يونيفيل» في جنوب لبنان، ونعتقد انهم يقومون بعمل ممتاز في ظل ظروف صعبة». ورحب لويس «في شكل حار جداً بقيام العلاقات الجديدة بين لبنان وسورية»، لافتاً الى أن «من الواضح ان السوريين لم يتدخلوا في الانتخابات النيابية وفي الشؤون الداخلية للبنان». وقال: «العلاقات الثنائية بين لبنان وسورية كدولتين مستقلتين وسيدتين هي أمر حساس لكلا البلدين ولاستقرار المنطقة ككل». وأعلن أن بلاده «تعتقد بوجوب حل يقضي بقيام دولتين مستقلتين: دولة فلسطينية قابلة للحياة جنباً الى جنب مع دولة إسرائيلية آمنة»، مؤكداً دعمه تصريح الرئيس الاميركي باراك أوباما «القائل بوجوب وقف كل اعمال الاستيطان الإسرائيلي، ونتطلع الى استجابة اسرائيلية إيجابية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة». وأمل لويس من العالم العربي أن «يقوم بخطوة إيجابية نحو الأمام في اتجاه دولة إسرائيل من أجل المضي قدماً نحو مفاوضات السلام الشامل، ومعالجة قضايا الحدود النهائية للقدس، واللاجئين والتطبيع مع العالم العربي وفقاً لمبدأ الأرض مقابل السلام، ما يمكّن العرب من تطبيع علاقتهم مع اسرائيل على الصعد كافة». وأضاف: «نود ايضاً رؤية سورية تحل مشاكلها العالقة مع اسرائيل بما فيها هضبة الجولان واعادتها الى سورية وتطبيع العلاقات بين البلدين، اضافة الى كل المسائل العالقة الدقيقة جداً المتعلقة بالاراضي بين لبنان واسرائيل. ونحن نعتقد ان الوقت حان للتحرك نحو مفاوضات شاملة تقودنا الى سلسلة قرارات من اجل حل هذا النزاع التاريخي التراجيدي، والذي تسبب بالكثير من الآلام لكلا الطرفين». وقال لويس: « لا نريد ان يكون لبنان الدولة الاخيرة في أية مفاوضات سلام بل ان يكون في قلب أية مفاوضات وان يعمل مع اصدقائه وحلفائه، مع السوريين والعالم العربي للجلوس الى الطاولة والمشاركة في هذه المفاوضات التي توصل الى حل نهائي». وزاد: «اذا نظرنا الى عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فلا يمكننا فصل لبنان عن اي عملية سلام او مفاوضات شاملة وجدية». وتعقيبا على كلام لويس، أوضح صلوخ أن ما قاله عن تسليح «حزب الله»، هو انه «ليس هناك أي دليل يثبت صحة الادعاءات الاسرائيلية، فلم يجر تزويدنا من الاممالمتحدة بأي صورة او برهان او دليل في موضوع تهريب السلاح الى «حزب الله» او سواه. وحتى ان تقرير الامين العام للامم المتحدة حول متابعة تنفيذ القرار 1701 لم يأت على ذكر تهريب السلاح». وأكد ان «سلاح «حزب الله»، موضوع لبناني داخلي وهو بند على طاولة الحوار». وقال: «لدى سؤال الوزير لويس (لصلوخ) عما اذا كان احد من منظمات ارهابية او غير ارهابية يطلق النار الى خارج الحدود اللبنانية، قلت له ان لبنان سيقطع أيدي هؤلاء الذي يشاغبون ويعملون على اثارة الفتنة في جنوب لبنان». ورداً على القول أن «لبنان سيحضر اي اجتماع للبحث في موضوع اللاجئين، اوضح أن «الملفات العالقة بين لبنان واسرائيل تحكمها قرارات مجلس الامن اما اذا كان هناك اجتماع لبحث قضية اللاجئين بما يضمن حقهم في العودة وعدم توطينهم، فلبنان معني بذلك وسيحضر مثل هذا الاجتماع».