واصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جولته أمس على المدن الأميركية، ووصل أمس إلى ثاني محطاته بوسطن، وأكدت وزارة الخارجية الأميركية تعزيز العلاقات مع السعودية، وأشارت إلى أن الرياضوواشنطن ناقضتا احتواء النفوذ الإيراني وتبادلتا الأفكار عن عقد قمة خليجية - أميركية قريباً. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت أمس، إن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان التقى الخميس نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان، وأكد الجانبان عمق العلاقات بين الرياضوواشنطن وتعزيز العلاقات الثنائية، وأضافت نويرت أمس، بحسب بيان للخارجية الأميركية: «ناقش نائب الوزير وولي العهد، خلال الاجتماع، مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية. وعن الوضع في اليمن، اشترك الجانبان في تقويم الوضع الإنساني، واتفقا على الحاجة الملحة إلى عملية سياسية لوضع حدّ للحرب». (راجع ص6و7) ومن المرجح أن يلتقي الأمير محمد بن سلمان، اليوم في بوسطن، رؤساء جامعات وباحثين سعوديين في المدينة، وسيشرف على توقيع مجموعة من الاتفاقات بين جامعات أميركية وسعودية، كما سيقوم بجولة في مؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي والتقنية بطريقه خلاقة. وكان ولي العهد السعودي التقى، قبل مغادرته واشنطن أمس، وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين، وجرى خلال اللقاء تأكيد أهمية الشراكة السعودية - الأميركية، والدور الذي ستقوم به هذه الشراكة في إطار رؤية المملكة 2030، كما تم استعراض الروابط العريقة بين الولاياتالمتحدة والمملكة في جانبي التجارة والاستثمار، وعملهما معا لتطوير التجارة وتبادلات اقتصادية أفضل، وتطرق الاجتماع إلى محاربة الفساد وتمويل الإرهاب، والجهود المبذولة تجاهها، كما اجتمع برئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، واستعرض معهما رؤية السعودية 2030 ومبادراتها، على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وفرص تطوير العلاقة بين المملكة والصندوق. واحتفى نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بولي العهد، وأقام مأدبة عشاء في العاصمة الأميركية واشنطن، في حضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة الأميركية الأمير خالد بن سلمان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية. إلى ذلك، أكد عضو مجلس الشورى رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي أن زيارة ولي العهد لأميركا زيارة «تاريخية، من ضمن زيارات أخرى لأبرز عواصم صناعة القرار العالمي؛ لندنوواشنطن، التي ناقش فيها، إضافة إلى تعزيز العلاقات والمصالح المشتركة بين المملكة العربية السعودية وهاتين الدولتين، القضايا الجوهرية التي تهم الأمة العربية والإسلامية وتمس سيادتها وأمنها واستقرارها ومصالحها»، مضيفاً أن هذا يؤكد أن «المملكة العربية السعودية هي خير من يدافع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية، باعتبارها أكبر دولة عربية وإسلامية، ولها ثقل ومكانة عالية في نظر صُنَّاع القرار العالمي. وبفضل قيادتها الحكيمة أصبحت في مصاف الدول المتقدمة من الناحية الاقتصادية، وكانت ومازالت تمثل خط الدفاع الأول عن قضايا الأمة العربية والإسلامية إقليمياً ودولياً ضد كل من يحاول إثارة الفتن وإحداث الفوضى لشق صف الأمة العربية والإسلامية». ولاقت تصريحات ولي العهد لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية صدى واسعاً، التي أكد فيها أن «الإسلام دين عقلاني ومعتدل وسهل، وأن هناك من يحاول اختطافه»، وأكد أنه عمل بقوة «من أجل الخطوات الإصلاحية في الداخل، بما في ذلك منح المرأة عدداً من حقوقها، كقيادة السيارة وغيرها»، مبيناً أنه عمل جاهداً «لإقناع المتحفظين بأن مثل هذه القيود ليست جزءاً من العقيدة الإسلامية». وأشار إلى أن السعودية تمتلك خمسة في المئة من احتياطات اليورانيوم في العالم، «وعدم استخدام اليورانيوم الخاص بنا يشبه الاستغناء عن النفط»، لافتاً إلى أن زيارته الحالية لأميركا تهدف إلى «جذب المستثمرين إلى السعودية، والمهمة الأساسية في أميركا هي كسب ثقة المستثمرين الأميركيين في بلاده، إلى جانب الحصول على المساعدة التقنية والتعليمية لدعم جهود الإصلاح في بلاده». كما أكد أنه في حال حل مشكلات الشرق الأوسط ستصبح المنطقة أوروبا جديدة، موضحاً أن المملكة ترى أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل «خطوة مؤلمة».