بحث ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، خلال لقائه وزير التجارة الأميركي ويلبر روس، ونائب وزير الخارجية جون سوليفان، والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة الأميركية توم دونوهيو، أهمية تطوير الشراكة السعودية- الأميركية، وزيادة حجم التبادل التجاري، وتطوير شراكات جديدة تساهم في مزيد من نمو اقتصاداتهما. ويلتقي ولي العهد خلال أيام، شخصيات بارزة من «وول ستريت» وكبرى المؤسسات الأميركية أثناء أولى زياراته لأميركا منذ أصبح ولياً للعهد. وأفادت وكالة «رويترز» بأن جولة الأمير محمد بن سلمان في أميركا ستشمل بوسطن وهيوستن ولوس أنجليس وسان فرانسيسكو وسياتل، بهدف تعزيز الاستثمارات، علماً أنه التقى الثلثاء الماضي الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض. وأوضحت سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن في بيان، أن «ولي العهد سيشارك في منتدى سعودي- أميركي للرؤساء التنفيذيين لعام 2018 في نيويورك»، ومن المقرر أن يستضيف عشاء عمل. وذُكر أن المنتدى ستحضره شخصيات بارزة في عالم المال، مثل الرئيس التنفيذي لمؤسسة «جيه بي مورغان تشيس آند كو» جيمي ديمون، والرئيس التنفيذي لشركة «كيه كيه آر آند كو» للاستثمار المباشر هنري كرافيس، وكذلك الرئيسة التنفيذية ل «ناسداك» أدينا فريدمان. وكان ولي العهد السعودي حضر ليل أول من أمس حفلة الشراكة السعودية– الأميركية التي جاءت تحت عنوان «معاً ننتصر»، وأقيمت في حضور شخصيات أميركية وسعودية كان لها دور فاعل في تعميق أواصر الصداقة بين البلدين، وأبرزها الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز السفير السعودي السابق لدى الولاياتالمتحدة، ونائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني ووزير الخارجية السابق جميس بيكر، وكولن باول، كما حضر رئيس الكونغرس الأميركي بول رايان. من جهة أخرى، قالت الناطقة باسم البنتاغون دانا وايت إن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ناقش مع ولي العهد خلال لقائهما أول من أمس الشأن الأفغاني، وطريقة التعامل مع أعضاء حركة «طالبان» المنفتحين على إجراء محادثات سلام. وأضافت: «أبدى الأمير محمد بن سلمان دعماً لإيجاد طرق للمساعدة في التوصل إلى مصالحة» في أفغانستان. وأشارت إلى أنه تم خلال اللقاء البحث عن سبل للمساعدة في تيسير المصالحة السياسية لأعضاء «طالبان» الراغبين في بدء حوار مع كابول. ولفتت وايت إلى أن السعودية عبرت عن اهتمامها بتنفيذ تدريبات أكبر مع القوات الأميركية. وكانت الإدارة الأميركية وافقت على عقود تسلح تفوق قيمتها بليون دولار للمملكة العربية السعودية. ويتعلق العقد الأساسي ببيع 6600 صاروخ مضاد للصواريخ من طراز «تاو 2 بي» مقابل 670 مليون دولار، وفق بيان للخارجية الأميركية. وتشمل العقود الأخرى صيانة مروحيات (103 ملايين دولار) وقطعاً للعديد من أنواع المركبات البرية (300 مليون دولار). وأكدت الإدارة الأميركية أن مبيعات الأسلحة الجديدة «ستدعم أهداف الأمن القومي من خلال تحسين أمن دولة صديقة». وفي ما يتعلق بتوجه السعودية إلى استخدام الطاقة النظيفة، أعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن المملكة لديها شركاء دوليون يمكنها العمل معهم إذا أحجمت الولاياتالمتحدة عن صفقة محتملة في شأن تكنولوجيا الطاقة النووية. وقال الوزير في مقابلة مع وكالة «رويترز»، بعدما التقى هو وولي العهد السعودي الرئيس ترامب ووزير الطاقة الأميركي ريك بيري ومسؤولين آخرين: «إذا لم تكن الولاياتالمتحدة معنا ستفقد فرصة التأثير في البرنامج بطريقة إيجابية». ويعمل بيري مع السعودية على اتفاق نووي مدني يسمح للمملكة بتخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة البلوتونيوم للأغراض السلمية. وقال الفالح إنه يأمل بالتوصل إلى صفقة مع واشنطن، مضيفاً: «من الطبيعي أن تكون الولاياتالمتحدة معنا وأن تمدنا بالتكنولوجيا بل تساعدنا في دورة الوقود والمتابعة والتأكد من أننا ننفذها على أعلى مستوى». وأضاف الوزير: «ليس من الطبيعي بالنسبة إلينا جلب يورانيوم مخصب من دولة أجنبية لإمداد مفاعلاتنا بالوقود. نحن محظوظون لأن لدينا مصادر بديلة كثيرة أخرى، وافقت على العمل معنا وستتنافس على برنامجنا». الجبير وأمس ندد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بسياسات إيران «العدوانية» في المنطقة، مشدداً على أن السعودية ليست في حاجة لمن يدافع عنها، واصفاً تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأنها دائماً «غريبة». وأكد الجبير خلال مؤتمر صحافي عقده في واشنطن على هامش زيارة ولي العهد أن المحادثات السعودية– الأميركية تناولت كيفية مواجهة نقل إيران الصواريخ الباليستية إلى المتمردين الحوثيين في اليمن. وأضاف: «عانينا من تدخل إيران منذ ثورة الخميني. السعودية ليست في حاجة لإيران للدفاع عنها». وكرر أن على طهران تغيير «سياستها العدوانية في المنطقة، والكف عن تصدير ثورتها إلى الخارج». وفي شأن الاتفاق النووي بين إيران والدول الست، قال الجبير إن «الاتفاق النووي يشوبه كثير من العيوب». وكشف الوزير مناقشات متطورة مع الجانب الأميركي حول الاستخدام السلمي النووي، مؤكداً أن الجهات الفنية لدى البلدين تعمل على هذا الموضوع. وفي ما يتعلق بمقاطعة قطر، قال الجبير: «الأزمة مع الدوحة خليجية وسيتم حلها خليجياً»، داعياً الدوحة إلى «تصحيح مسارها وأن تعود إلى الطريق الصحيح، وتصحح ما اقترفته من أخطاء». وعن قرار الرئيس ترامب تعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي الأميركي، قال الجبير إن بولتون «رجل حاسم وموقفه من إيران معقول». وأضاف أن الأمير محمد بن سلمان سيتوجه اليوم إلى بوسطن. وذكر أن محادثات ولي العهد مع المسؤولين الأميركيين شملت مكافحة الإرهاب وقضايا تعزيز الأمن، إضافة إلى التركيز على الاستثمارات والتعاون الاقتصادي.