خلا قسم الطوارئ في مستشفى الملك عبدالعزيز في محافظة جدة من عربات نقل المرضى الذين لديهم صعوبة أو عجز في الحركة. ووقفت «الحياة» من خلال جولة نفذتها أمس على الوضع في المستشفى، ورصدت واقع المعاناة مع عدم توافر عربات نقل للمرضى. وقال حميد العبدلي (مراجع): «ليس من المنطق ما يحدث، إذ لم أجد عربة تمكنني من نقل والدتي من سيارتي إلى داخل المستشفى، ما اضطرني إلى حملها على أكتافي»!. متوعداً بتصعيد المشكلة من طريق التظلم إلى الجهات المسؤولة عن محاسبة المتسببين في حدوث ما وصفه ب»المهزلة» في أحد أكبر المستشفيات التابعة إلى وزارة الصحة في المحافظة». وتابع: «عندما وصلت إلى المستشفى بحثت عن عربة لنقل والدتي، بيد أني صدمت بقول أحد حراس الأمن «دبّر نفسك...ما في عربات». وحال المعاناة ذاتها، سردها نايف العامري في قصة مرادفة حصلت له مع طفله (15 عاماً) الذي كسرت إحدى قدميه أثناء ممارسته لعبة كرة القدم وعند ذهابه لطوارئ المستشفى لمعالجته لم يجد (على حد إفادته) عربة لنقل ابنه سوى يديه اللتين أقلتا المصاب من بوابة المستشفى الخارجية إلى داخل قسم الطوارئ. ويبدو أن إحدى السيدات التي قابلتها «الحياة» في القسم نورة أحمد أفضل حالاً من سابقيها، إذ شددت على أنه على رغم عدم وجود عربة لنقل والدها من السيارة إلى المستشفى، إلا أن الطاقم الطبي ساعدها في حملها من طريق «لوح بلاستيكي» طولي إلى داخل أروقة الطوارئ. في المقابل، أوضح ل»الحياة» أحد العاملين في المستشفى (فضل عدم ذكر اسمه)، أن خلافاً نشب بين الطاقم الطبي في «المستشفى» من جهة وحراس الأمن التابعين لإحدى شركات الحراسات الأمنية من ناحية أخرى، هو ما أدى إلى اختفاء عربات النقل عن قسم الطوارئ في مستشفى الملك عبدالعزيز. وأردف: «اتفق الطرفين على أن يكون توزيع عربات نقل المرضى في قسم الطوارئ ضمن مهمات حراس الأمن وليس الطاقم الطبي، إلا أن الاتفاق لم يرق للحراسات الأمنية، الأمر الذي أدى بهم لتجميع عربات النقل كافة المخصصة لطوارئ المستشفى البالغ عددها 18 عربة داخل إحدى الغرف». بدورها، أجرت «الحياة» اتصالاً بالمدير العام للشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود إلا أنه لم يجب على المحادثات الهاتفية, في الوقت الذي وجدت فيه هاتف الناطق الإعلامي باسم المديرية عبدالرحمن الصحفي مغلقاً. في غضون ذلك، تهرب مدير المستشفى المكلف الدكتور ناصر الجهني من الإجابة عن تساؤلات «الحياة» مطالباً بتوجيهها للناطق باسم المديرية العامة للشؤون الصحية في المحافظة، رافضاً التعليق على هذه الحادثة.