رجّحت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية أن يشنّ جون بولتون، الذي عيّنه الرئيس دونالد ترامب مستشاراً للأمن القومي خلفاً للجنرال هربرت ماكماستر، حملة «تطهير» واسعة في مجلس الأمن القومي، تطاول عشرات من موظفي البيت الأبيض، بينهم أعضاء في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وأوردت المجلة أن بين المستهدفين مسؤولين يُعتقد بأنهم «خانوا» ترامب، وآخرين سرّبوا معلومات عن الرئيس إلى وسائل الإعلام، وفريق سلفه، وأولئك الذين انضموا إلى المجلس تحت قيادة أوباما. وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض: «يمكن لبولتون أن ينظف البيت، وسينظفه». وقال مصدر آخر: «سيقصي تقريباً جميع الذين أحضرهم ماكماستر». وذكر مسؤول سابق في البيت الأبيض: «على كل مَن كان هناك خلال عهد أوباما، أن يجمع أغراضه». وذكرت المجلة أن بولتون أجرى مساء الخميس، بعد ساعات على تعيينه في المنصب، اتصالات بمستشارين قديمين، بينهم ماثيو فريدمان، وهو مستشار جمهوري كان قدّم نصائح لبولتون، خلال عمله سابقاً في وزارة الخارجية ولدى الأممالمتحدة. وأضافت أن فريدمان في المرحلة الانتقالية التي ستلي تعيين بولتون، ونقلت عن مصدر جمهوري قوله: «فريدمان رجل سياسي جداً، يحبه بولتون. إنه مفرط في الطموح في شأن تنظيف المنزل». لكن فريدمان نفى مشاركته في الاتصالات الهاتفية الخميس، مؤكداً أن «لا لائحة» بأسماء موظفين سيطردون من مجلس الأمن القومي. كما رأى مصدر قريب من بولتون أن من السابق لأوانه الحديث عن تغييرات. واستدركت المجلة أن عملية «التطهير» لن تكون الأولى التي تلي تغيير مستشار الأمن القومي خلال عهد ترامب، إذ أن ماكماستر الذي خلف الجنرال المتقاعد مايكل فلين العام الماضي، أقصى في شكل منهجي مسؤولين يُعتبرون موالين لسلفه، والذين يُعتقد بأنهم يخططون للعودة إلى مجلس الأمن القومي. لكن مصدراً قريباً من بولتون نبّه إلى أن أيّ تغييرات ستستغرق وقتاً، نظراً إلى الحاجة إلى معالجة مسألة التصاريح الأمنية. ويعني ذلك أن بولتون قد يبقي مع موظفيه الحاليين، في انتظار قمة ستجمع ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في أيار (مايو) المقبل. ويشاطر بولتون ترامب رفضه الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست، وموقفه المعادي لكوريا الشمالية. لكن تصريحاته في شأن الملفين تتعارض مع تقويمات وكالات الاستخبارات الأميركية. وكتب في مجلة «ناشونال ريفيو» عام 2017، مقالاً يتهم طهران ب «انتهاكات واضحة» للاتفاق. لكن مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية دان كوتس أبلغ الكونغرس في شباط (فبراير) الماضي أن إيران ملتزمة الاتفاق. ورأى بولتون في البرنامجَين النووي والصاروخي لبيونغيانغ خطراً، معتبراً أن الطريقة المثلى للقضاء عليه تتمثل في ضربة عسكرية استباقية. لكن محللين في الاستخبارات الأميركية نبّهوا إلى أن ضربة مشابهة قد تؤدي إلى هجوم مضاد من كوريا الشمالية يوقع عشرات الآلاف من القتلى، من القوات الكورية الجنوبية والأميركية والمدنيين، وآخرين في أماكن بعيدة مثل اليابان. واعتبر ريتشارد هاس، رئيس «مجلس العلاقات الخارجية»، أن «ترامب مستعدّ لدخول حروب على ثلاث جبهات: سياسية عبر انتقاد التحقيقات في شأن دور روسي محتمل في انتخابه، واقتصادية ضد الصين ودول أخرى، وخوض حرب فعلية ضد إيران و/ أو كوريا الشمالية». وزاد: «أنها الفترة الأكثر خطورة في التاريخ الحديث للولايات المتحدة».