أكدت شركة «دوغان» التركية محادثات مع شركة «ديميرورين» في شأن بيع وحدتها الإعلامية، في اتفاق يثير مخاوف من تشديد الحكومة قبضتها على الصحافة، إذ تربط «ديميرورين» علاقة وثيقة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وسيمنح الاتفاق «ديميرورين»، التي تملك صحيفتين مواليتين للحكومة، السيطرة على وسائل إعلام معروفة، بينها صحيفة «حرييت» وتلفزيون «سي أن أن ترك» اللذان يحظيان بصدقية. وأوضحت «دوغان»، في بيان إلى بورصة إسطنبول، أن القيمة التشغيلية للشركة تبلغ 1.1 بليون دولار، وقيمة المنشأة بعد الديون 890 مليون دولار. ويُنظر إلى الذراع الإعلامية ل «دوغان» القابضة، ومؤسسها آيدين دوغان، منذ فترة طويلة على أنهما جزء من المؤسسة العلمانية في تركيا. ووجّه أردوغان مراراً اتهامات للشركة بالتحامل على حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، وهذا ما تنفيه الشركة. وغرّمت السلطات «دوغان ميديا» 2.5 بليون دولار، بسبب ضرائب غير مسدّدة عام 2009، وهذا ما اعتبره معارضون للحكومة محاولة لقمع انتقاد وسائل الإعلام أردوغان. وبعد ذلك أُرغم آيدين دوغان على بيع صحيفتَي «ميلييت» و «وطن» التابعتين لمجموعته، إلى «ديميرورين». وتبنّت الصحيفتان منذ ذلك الحين موقفاً موالياً للحكومة. وليس ممكناً اعتبار «حرييت» و»سي أن أن ترك» معارضتين للحكومة، لكن سياستهما التحريرية تُعتبر مستقلة نسبياً في السنوات الأخيرة. في المقابل، تُعتبر مجموعة «ديميرورين» موالية أكثر لأردوغان. وسيمكّن انتقال الملكية الحكومة من تشديد قبضتها على الإعلام، قبل الانتخابات الرئاسية والنيابية العام المقبل. وكتب الصحافي التركي البارز قدري غورسيل، الذي أُطلق من السجن نهاية العام الماضي، على موقع «تويتر»: «بهذه الصفقة سيخضع 90 في المئة من الإعلام التركي لسيطرة الحكومة».