قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق ل«الحياة» إن الحركة رفضت العرض «المجحف» الذي حمله الوسيط الألماني غيرهارد كونراد في ما يتعلق بصفقة تبادل أسرى لإطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين في مقابل إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليت. وأوضح أن الوسيط الألماني تبنى مواقف الحكومة الإسرائيلية التي وصفها بأنها «متشددة ومجحفة وغير منصفة»، معتبراً أن «تشدد حكومة نتانياهو أمر متوقع من حكومة يمينية متشددة، لكن أن يتبنى الوسيط الألماني هذا الموقف، فهو أمر غير مقبول». وشدد على أن «لا عودة إلى الوسيط الألماني لأنه لم يقم بدوره وفشل في مهمته وما كان عليه أن يتبنى مواقف نتانياهو. كنا نتوقع منه أن يطرح مواقف معتدلة وليست متشددة، وبدل أن يعمل على دفع الحكومة الإسرائيلية إلى تخفيف شروطها، تبنى هو هذه الشروط»، مشيراً إلى نقل ملف الصفقة إلى مصر أخيراً. وأكد أن «حماس معنية بإنجاز الصفقة وإطلاق الأسرى الفلسطينيين، لكن وفق صفقة وطنية ومشرفة». وفي غزة، نفى عضو المكتب السياسي ل «حماس» محمود الزهار وجود «أي مفاوضات أو وساطات» حالياً لإبرام صفقة تبادل للأسرى بين إسرائيل والحركة، وقال على هامش حفلة ليل السبت - الأحد للتوقيع على كتابه الجديد بعنوان «الحقائق الكونية الحضارات» الذي يناقش الحقائق والموازين الدقيقة التي تحكم هذا الكون وكيفية تعامل الإنسان مع تلك الحقائق، إنه «لن يتم الإفراج عن شاليت إلا عندما يرى الأسرى الفلسطينيون النور ويتم الإفراج عنهم». وذّكر بأن «للفلسطينيين أسرى لم يروا النور منذ 32 سنة وهم خلف القضبان». وأشار إلى «عذابات نحو 7 آلاف أسير في سجون الاحتلال، بعضهم أمضى 12 سنة في العزل حتى هذه اللحظة، وهناك أسرى أصيبوا بالسرطان، ومنهم من فقد البصر». من جانبه، دعا مصدر مصري رفيع إسرائيل إلى إبداء مواقف إيجابية إزاء صفقة تبادل الأسرى التي تقوم فيها مصر بدور الوساطة. وحمّل المصدر الحكومة الإسرائيلية مسؤولية عدم تحقيق إنجاز في صفقة التبادل، وقال ل «الحياة»: «إذا كان الإسرائيليون حقاً يريدون إطلاق شاليت والحصول عليه وفق صفقة تبادل مع حماس، فيجب التعاطي إيجابياً وإبداء مرونة كافية تسمح بإطلاق مفاوضات صفقة التبادل». ولفت إلى مدى ضرورة وأهمية أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات حقيقية ملموسة في اتجاه إنجاز الصفقة، وقال: «إسرائيل ما زالت تطرح مواقف متشددة في شكل غير واقعي لا يتناسب مع رغبة حقيقية منها لإطلاق شاليت (...) وكأنها تريد أن تدفع حماس للرفض لعلمها اليقين بأن ما تطرحه سترفضه الحركة رفضاً قاطعاً». وأضاف: «الكرة في الملعب الإسرائيلي، ومن جانبنا كوسيط بين الجانبين، سنبذل كل ما في وسعنا من أجل جسر الهوة في المواقف بين الجانبين (...) لكن لا بد أولاً من أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بطرح مواقف جادة تمكننا من الانطلاق نحو اتخاذ خطوات ملموسة في اتجاه إنجاز الصفقة». وتابع: «باختصار إن إنجاز صفقة تبادل الأسرى مرهون بالموقف الإسرائيلي»، لافتاً إلى ضرورة وجود نيات حسنة وإرادة حقيقية لإطلاق شاليت. وعلى صعيد المحادثات التي أجراها أخيراً اسحق مولخو المستشار السياسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مع رئيس الاستخبارات المصرية اللواء مراد موافي أجاب: «المحادثات تناولت العلاقات المصرية - الإسرائيلية والتي تتعلق بقضايا عدة»، مشيراً إلى المتهم الإسرائيلي بالجاسوسية إيلان جرابيل. وقال: «أبلغناه بأن قضية جرابيل مرتبطة بالقضاء المصري، ومن حقهم وضع محامين كما يشاؤون للدفاع عنه». ولفت إلى أنه متهم في قضايا عدة منها ادعاؤه أنه مسلم، موضحاً أنه «طلب الحصول على إقامة من السلطات المصرية بأوراق تدعي أنه مسلم وهذا مخالف للحقيقة، بالإضافة إلى أن هناك شواهد وأدلة تؤكد تحريضه المتظاهرين ضد الجيش، ثم وجوده في أماكن إحداث الفتنة الطائفية ودوره المشبوه في تصعيد وإشعال الفتنة هناك. وعن صفقة تبادل الأسرى، قال: «أبلغناه (مولخو) بأنهم إذا كانوا حريصين فعلاً على إطلاق شاليت، فعليهم طرح مواقف مقبولة يمكن لنا أن نتبناها ونبني عليها في اتصالاتنا مع حماس».